فتح الباب لمغلقات هذا الكتاب - صفحه 86

العديم العقل ذو القوّة الجاهلة ـ شقيّ بين العلم والعالم، خائب ضائع السعي غير مائل ۱ إيّاه ـ ولو أراد العالم إيصاله إليه ـ لشقائه الفطري وشقاوته الذاتيّة. و«نعمة» يحتمل الإضافة البيانيّة ، والتنوينُ التمكينَ النكرى ۲ على أن يكون «العالم» بيانا لها ومعيّنا إيّاها . ۳
وقال شيخي واُستاذي أيّده اللّه تعالى : بين جنس المراء وجنس الحكمة نعمة، وهو الإمام عليه السلام ؛ لكونه عليه السلام هو الموصل إيّاه إليه ، يرشد إلى ذلك ما ذكره عليّ بن إبراهيم في تفسيره في سورة البقرة من قول أبي عبداللّه عليه السلام : «نحن واللّه النِّعمة التي أنعم اللّه بها على العباد» بعد تلاوته عليه السلام هذه الآية ۴ : «الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرا ...» . ۵
تمتّ كلماتهم ، رفعت درجاتهم .
أقول : لايخلو عبارة الحديث من سقم ، فما يخطر بالبال أنّ العبارة كانت هكذا : «بين المراء والحلم نعمة العالم» فغيّره الناسخون ، فالمراد من قولهم : ما رأيت مراءً جادلت ، فحينئذٍ قوله عليه السلام : نعمة ، مبتدأ مضاف إلى العالم بالإضافة اللاميّة ، و«بين المراء» خبر مقدَّم عليه ، والحلم عطف على المراء .
والمعنى : نعمة العالم بين المراء والحلم؛ لأنّه يعلم في أيّ موضع عادل، وفي أيّ موضع يصبر ويحلم ، بخلاف الجاهل فإنّه شقيّ بينهما لا يعلم موضع المراء ومحلّ الحلم، فيماري في مكان ينبغي فيه الحلم وكذا العكس ، واللّه يعلم .
قوله : (والجاهل ختور) . [ح 29] الختر : الغدر والخديعة .
قوله : (تورّط) [ح 29] أي وقع في الورطة، وهي المهلكة .
قوله : (تثبّت من التوغّل) [ح 29] أي توقّف عنه . والتوغّل من وغل الرجل يغل

1.في المصدر: «نائل».

2.في المصدر: «والتنوين التمكين التنكيري».

3.التعليقة على الكافي، ص ۵۴.

4.تفسير القمي، ج ۱، ص ۸۶ ذيل تفسير الآيه ۲۵۴ ـ ۲۵۶ من سورة البقرة.

5.إبراهيم (۱۴) : ۲۸ .

صفحه از 90