الظاهر أنّه لايحتاج إلى الإجازة؛ لأنّ الغرض منها إمّا العلم أو الظنّ المُتاخَم له بأنّ الكتاب من مصنّفه أو راويه ، ومع حصول العلم لايحتاج إلى علم آخر .
أو ليعلم أنّ مصنّفه أو راويه راض بالنقل عنه ، ولا شكّ أنّ كلّ من يصنّف كتابا فهو راض بالنقل عنه ، لكنّ الأحوط أن يكون بالإجازة تأسّيا بالسلف الصالحين، ولنقل الإجماع مطلقا .
ويمكن أن تكون لها حكمة خفيّة ، ولا ريب في حسنه تيمّنا وتبرّكا، ولئلّا تكون شبيها بالمرسل سيّما في كتب الأخبار . ۱
انتهت كلماته ، دامت بركاته .
قوله : (عدّة من أصحابنا) . [ح 1] قال الشيخ العلّامة جمال الملّة والدِّين مطهّر الحلّي ـ قدّس اللّه روحه ـ في خلاصة الأقوال :
قال الشيخ الصدوق محمّد بن يعقوب الكليني في كتابه الكافي في أخبار كثيرة: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. قال : والمراد بقولي: عدّة من أصحابنا: محمّد بن يحيى، وعليّ بن موسى الكمنداني، وداود بن كوذة، وأحمد بن إدريس، وعليّ بن إبراهيم بن هاشم . قال : وكلّما ذكرته في كتابي المشار إليه: عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، فهم: عليّ بن إبراهيم، وعليّ بن محمّد بن عبداللّه بن اُذينة، وأحمد بن عبداللّه اُميّة، وعليّ بن الحسن . وكلّ ما ذكرته في كتابي المشار إليه: عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد، فهم: عليّ بن محمّد بن علان، ومحمّد بن أبي عبداللّه ، ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن عقيل الكليني . ۲
قوله : (لمّا خلق اللّه العقل) الخ . [ح 1] اعلم أنّ العقل إمّا فطريّ أو كسبيّ ، والعقل الفطري هو القوّة التي يدرك بها الإنسان المعاني الكلّيّة وحسن بعض الأشياء وقبح بعضها ونفعها وضرّها ، وهي القوّة المدركة العاقلة، وتسمّى بالنفس الملكيّة والمطمئنّة . ولها شعبتان : القوّة النظريّة والعمليّة .
1.حكاه المحدّث النوري في خاتمة المستدرك، ج ۲، ص ۱۰، عن بعض معاصريه.
2.رجال العلّامة الحلّي، ص ۴۳۰، الفائدة الثالثة.