الطائفة المحقّة، أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ، وأخذ هو عن والده ـ قدّس اللّه أرواحهم ورفع درجاتهم ـ.
وطرق الشيخ ـ قدّس اللّه لطيفه إلى أئمة الهدي ـ تنبو عن الحصر، وقد تكفّل ببيان معظمها: «التهذيب» و «الاستبصار» و«الفهرست» و«كتاب الرجال».
وقد اشتهر عند الخاص والعام أنّ أجلّ مشايخه الشيخ الأوحد، رئيس الإماميّة في زمانه بغير مدافع، محمّد بن محمّد بن النعمان الملقّب بالمفيد ـ قدّس اللّه روحه الطاهرة ـ.
ومن أجلّ مشايخه الشيخ الأجلّ الفقيه السعيد أبوالقاسم جعفر بن قولويه، والشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن بابويه القميّ ـ قدّس اللّه روحيهما ـ.
وأعظم الأشياخ في تلك الطبقة الشيخ الأجلّ، جامع أحاديث أهل البيت، محمّد بن يعقوب الكلينيّ، صاحب كتاب «الكافي» في الحديث، الذي لم يعمل للأصحاب مثله، وهو يروي عمّن لايتناهى من رجال أهل البيت، منهم: الفقيه الأجلّ عليّ بن إبراهيم بن هاشم القميّ، وهو يروي عن أبيه إبراهيم بن هاشم، وهو من رجال يونس بن عبدالرحمن، ويقال: إنّه لقي الإمام الهمام عليّ بن موسى الرضا ـ عليه السّلام ـ.
وبالجملة فالطرق كثيرة، والأسانيد منتشرة، فمتى صحّ عنده طريق، وثبت أنّ لي به رواية، هو مسلّط على روايته، مأذون له في نقله إلى من شاء، مأخوذ عليه شروط الرواية المعروفة عند أهل الأثر، مراعيا في الألفاظ في الأداء ما هو المعتمد عند المحقّقين من أهل علم دراية الحديث، وفّقه اللّه وإيانا لما يحب ويرضى.
وكتب هذه الأحرف الفقير إلى اللّه تعالى عليّ بن عبد العالي، لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رجب، من سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، حامدا مصلّيا على رسوله محمّد وآله مسلّما. ۱
1.بحارالأنوار۵۱۰:۶۰ـ۶۳؛أعيان الشيعة۳:۷۸