وأحبّ، كما شاء و أحبّ، مراعيا لشرائط الرواية المعتبرة عند أهلها، مقتصرا على (أخبرنا) و (أنبأنا)، وإن جوّز بعض المحدّثين غير ذلك أو منع.
فمن ذلك جميع ما صنّفه، وألّفه، وقرأه، وسمعه، ورواه شيخنا الأعظم، فقيه المذهب في زمانه، جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن فهد الحلّيّ ـ قدّس اللّه روحه وبلّ بمياه الرضوان ضريحه ـ عنّي عن عدّة من أشياخنا، أجلّهم وأعلمهم، وأحقّهم بالذكر وأقدمهم، شيخنا العلاّمة الفهّامة الرئيس، سلطان العلماء، لسان المتكلّمين والحكماء، محيي دارس العلوم، مربّي ذوي الفضائل والفهوم، رحلة الطالبين، رضيّ الحقّ والدين، أبي جعفر عليّ بن هلال الجزائريّ، لازالت سحائب الرضوان تغلنطف على نفسه النفيسة مدى الدهر، وروائح علمه الشريف وفضله الباهر المنيف تفوح متعطّرة حتى الحشر، عن شيخه الإمام جمال الدين المذكور، بلا واسطة.
وهذا الطريق أجلّ ما يتيسّر في هذا الزمان من الطرق وأجلى، فإنّا لم ندرك مجتهدا ولامقلّدا يروي عن مجتهد، إلّا ما كان من شيخنا المذكور رفع اللّه ذكره، فللّه المنّة والحمد، حيث لم يتخلّل الإسناد من ليس متّصفا بهذه الصفة، فإذن هذا الطريق هو عدّتنا في جميع روايتنا بأصنافها في جميع العلوم على اختلافها.
ومن ذلك جميع ما صنّفه الشيخ الجليل الرئيس، الفائق بتحقيقاته على جميع المتقدّمين، المنقطعة على آثار أنفاسه أنفاس العلماء الراسخين، مهذّب المذهب، فقيه أهل البيت في زمانه، المشهود له بالسعادة، والمختوم له بالشهادة، شمس الحقّ والدين أبي عبداللّه محمّد بن مكي، سقى اللّه ضريحه صوب الغمام، وحفّه بملائكته الكرام، فقها وحديثا واصولا وغيرها، منظوما ومنثورا، بالإسناد المتّصل بشيخنا العلاّمة جمال الدين، عن شيخه الإمام زين الدين علي بن الحسن بن الخازن الحائريّ، والشيخ الجليل ضياء الدين ولد المصنّف، كلاهما جميعا عن الإمام شمس الدين المصنّف المذكور بلاواسطة.
ومن ذلك جميع مصنّفات الشيخ الإمام السعيد فخر الدين أبي طالب محمّد بن الحسن بن المطهّر الحلّيّ ـ روّح اللّه روحه ـ بالإسناد عن الشيخ جمال الدين المذكور، عن شيخه الإمام، علاّمة العلماء، ظهير الدين علي بن عبدالحميد النيليّ، عن شيخه الإمام