براءة الإمام عليه السلام من حديث الشراب الحرام - صفحه 266

التهذيب) ۱ عن إسماعيل بن عيّاشٍ قال : سمعتُ حَريز بن عثمان يقول : هذا الذي يرويه النّاس عن النبيّ صلّى الله عليه و آله أنّه قال لعليٍّ : (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى) حقّ ، ولكن أخطأ السامع ، قلت : فما هو؟ فقال : إنّما هو : (أنتَ منّي بمنزلة قارون من موسى) قلت : عمّن ترويه؟ قال : سمعت الوليدَ بن عبدالملك يقوله على المنبر .
وحكى الأزديّ في (الضعفاء) ۲ : أنّ حَريز بن عثمان روى أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله لمّا أراد أن يركب بغلته جاء عليّ بن أبي طالبٍ فحلّ حِزام البَغْلة ليقع النبيّ صلّى الله عليه و آله .
قال الأزديّ : من كانت هذه حاله لا يُروى عنه .
وقال ابن عَدِيٍّ في (الكامل) ۳ : قال يحيى بن صالحٍ الوحاظيّ : أملى عليَّ حريز بن عثمان عن عبدالرحمن بن ميسرة عن النبيّ صلّى الله عليه و آله حديثاً في تنقيص عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام لا يصلح ذِكْره ، حديث مُعْتَلٌّ مُنْكَر جدّاً ، لا يروي مثله مَن يتّقي الله ، قال الوحاظيّ : فلمّا حدّثني بذلك قمتُ عنه وتركته (اهـ ) .
ثمّ اعجب من قومٍ يصفون هذا الكذّاب الأشِرَ الزَّنيمَ الخبيثَ ـ الذي كان يلعن عليّاً عليه السّلام بالغداة سبعين مرّةً وبالعشيّ مثلَها ـ بالثقة وصحّة الحديث ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
وبالجملة ، فالنواصب والخوارج لم يأْلوا جُهداً في الحطّ على أميرالمؤمنين وسيّدالوصيّين والوقيعة فيه والنّيْل منه ، وحديث تناوله الخمر من هذا القبيل ، كما لا يخفى على من أنارَ الله قلبَه وأوْضَح له السبيل ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
ولله دَرُّ من قال :

عليٌّ على الإسلام والدّين قد نشا-ولا عَبَدَ الأوثانَ قطُّ ولا انْتَشا
وقد عَبَدَ الرحمنَ طفلاً ويافِعَاً-وذلك فضلُ اللهِ يُؤْتيهِ مَن يَشا۴
* * * وكان الفراغ من هذا الجزء عصرَ يوم الأربعاء ثامن عشر شهر ذي الحجّة الحرام سنة إحدى وعشرين وأربعمائةٍ وألفٍ من الهجرة النبويّة المباركة ، بدار العلم ومَعْقِل الإيمان ، بلدة (قم) الطيّبة صانها الله عن طوارق الحدثان وحفّها بالرخاء والأمان؛ على يد الفقير إلى الله تعالى خادم الحديث الشريف والسُّنّة المطهّرة الحسن بن صادق بن هاشمٍ الحسينيّ آل المجدِّد الشيرازيّ ، ختم الله له بالخيرْ ، ودفع عنه كلَّ بُؤْسٍ وضَيْر ، حامداً مصلّياً مسلِّماً .

1.تهذيب التهذيب : ۱/۴۶۶ .

2.تهذيب التهذيب : ۱/۴۶۷ .

3.الكامل في ضعفاء الرجال : ۲/۴۵۳ ـ تهذيب التهذيب : ۱/۴۶۷ .

4.الصراط المستقيم لمستحقّي التقديم : ۱/۱۸۸ .

صفحه از 268