السائب ، عن أبي عبدالرحمن ، عن عليٍّ عليه السّلام قال : دعانا رجلٌ من الأنصار قبلَ تحريم الخمر ، فحضرت صلاة المغرب فتقدّم رجلٌ فقرأ قُل يا أيّها الكافرون فالتبس عليه فنزلت : لا تقربوا الصلاةَ وأنتم سُكارى حتّى تعلموا ما تقولون ـ الآية ، قال الحاكم : حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه ، وأقرّه الذهبيّ على تصحيحه .
ثمّ قال الحاكم : وفي هذا الحديث فائدة كبيرة ، وهي أنّ الخوارج تنسب هذا السُّكْر وهذه القراء ة إلى أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام دون غيره ، وقد برّأه الله منها ، فإنّه راوي هذا الحديث (اهـ ) .
قلت : والذي يهوّن الخطب ويسهّل الأمر أنّ شانئي أميرالمؤمنين عليه السّلام ومبغضيه ـ قبّحهم الله وأخزاهم ـ قد وضعوا في ذمّه ما هو أعظم من هذه الأكذوبة وأشنع ، ورَمَوه بما هو أنكى من هذه الفِرية وأفظع ـ وإن كانت هي أيضاً عظيمة ـ .
فقد روى عبدالرزّاق عن مَعْمَرٍ قال : كان عند الزُّهريّ حديثان عن عروة عن عائشة في عليٍّ عليه السّلام ، فسألته عنهما ، فقال : ما تصنع بهما وبحديثهما؟ الله أعلم بهما ، إنّي لأتّهمهما في بني هاشمٍ ۱ .
فروى الزهريّ أنّ عروة بن الزبير حدّثه ، قال : حدّثتني عائشة قالت : كنتُ عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذ أقبل العبّاس وعليٌّ ، فقال : يا عائشة ، إنّ هذين يموتان على غير ملّتي ، أو قال : ديني .
وروى الزهريّ أيضاً عن عروة أن عائشة حدّثته ، قالت : كنتُ عند النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم إذ أقبل العبّاس وعليٌّ فقال : يا عائشة ، إن سَرَّكِ أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا ، فنظرتُ فإذا العباس وعليّ بن أبي طالبٍ ۲ .
وحكى الحافظ ابن حجرٍ بترجمة حَريز بن عثمان الرحبيّ الحمصيّ من (تهذيب
1.شرح نهج البلاغة : ۴/۶۴ .
2.شرح نهج البلاغة : ۴/۶۳ ـ ۶۴ .