براءة الإمام عليه السلام من حديث الشراب الحرام - صفحه 246

يصحو ، رواه الطبرانيّ في (الأوسط) وابن خُزَيْمَة وابن حبّان في صحيحهما والبيهقيّ ۱ .
وعن جابرٍ أيضاً ـ في حديثٍ ـ أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال : إنّ الله عَهِد عهداً لِمَن يشرب المسكر أن يسقيَه من طينة الخبال ، قيل : يا رسول الله ، وما طينة الخبال؟ قال : عَرَق أهل النار ، أو عصارة أهل النّار ، رواه مسلم والنسائيّ ۲ .
وليس يخفى عليك أنّ عهدَ الله تعالى وقضاءَ ه كائنٌ في الأزل ، وليس حادثاً ، وما في هذه الأحاديث من الوعيد عامٌّ لجميع من يشرب الخمر من بني آدم ، وهذا من أقوى الأدلّة على أنّ الخمر ما زالت محرّمةً في علم الله سبحانه ـ كما سيأتي بسطه إن شاء الله تعالى ـ .
وقد ثبت أيضاً في أحاديثَ أنّ شارب الخمر لا تُقبل له صلاةٌ أربعين صباحاً ۳ ، وفي بعضها : لم تُقبل منه صلاةٌ سبعاً ۴ ، وفي بعضها : لم يَرضَ الله عنه أربعين ليلة ۵ .
فكيف يجرأ ذو دينٍ وإيمانٍ من المسلمين أن يرى أنّ عليّاً أميرالمؤمنين شرب الخمر فلم تُقبل له صلاةٌ ـ مدّةً من الزمان ـ لا محالة ، بمقتضى ما ورد في هذه الأحاديث ـ وهي حقٌّ بلا مِرْيَةٍ ـ وأنّ الله لم يَرْضَ عنه ، وهو ممّن رضي الله تعالى عنه بلا ريب؟!!
فثبت بهذه الأحاديث وماضاهاها أنّ هذه القصّة مكذوبة على أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام و قُضي بالحقّ وخَسِرَ هنالك المُبطلون .

1.الترغيب والترهيب : ۳/۲۶۱ .

2.الترغيب والترهيب : ۳/۲۵۸ ـ ۲۶۲ ـ ۲۶۴ ـ ۲۶۵ .

3.الترغيب والترهيب : ۳/۲۶۵ .

4.الترغيب والترهيب : ۳/۲۶۶ .

صفحه از 268