وغيره : أنّه عبارة عن الذنوب .
وقال ابن منظورٍ في (لسان العرب) ۱ : الرجس القَذَر ، وكلّ قذرٍ رجسٌ ، قال : وقد يُعبَّر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعنة والكفر (اهـ ) .
وكيفما كان ، فالرجس محرّم العين ۲ ، وقد أذهبه الله تعالى عن أهل البيت عليهم السّلام ـ ومنهم عليٌّ عليه السّلام ـ وطهّرهم منه تطهيراً ، كما قال سبحانه : إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهلَ البيت ويطهّركم تطهيراً فثبتت عصمة أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام من تناول الخمر وتعاطيه .
ولا بأس ببسط الكلام هنا في تقرير دلالة آية التطهير على المطلوب بما يحتمله المقام ، فنقول ـ وبالله تعالى التوفيق والاعتصام ـ :
قوله عزّوجلّ : (إنّما) للحصر بالنقل عن أهل اللغة ، وهو المتبادر منها عرفاً ، فهي محقّقة لما أُثبت بعدها ، نافية لما لم يثبت .
فإنّ قول القائل : إنّما لك عندي درهم ، يقتضي أنّه ليس له عنده سوى الدرهم .
وقالوا : إنّما السخاء حاتم ، يريدون نفي السخاء عن غيره ، والتقدير : إنّما السخاء سخاء حاتمٍ ، فحُذف المضاف .
والمفهوم من قول القائل : إنّما أكلتُ رغيفاً ، وإنّما لقيتُ اليوم زيداً ، نَفْي أكلِ أكثرَ من رغيفٍ ، ونفْي لقاء غير زيدٍ .
وقال الأعْشى :
ولستَ بالأكثر منهم حصىً-وإنّما العزّةُ للكاثر
أراد نفي العزّة عمّن ليس بكاثرٍ .
1.لسان العرب : ۳/۳۸ ـ مادّة (رجس) .
2.روح المعاني : ۲/۱۱۲ .