براءة الإمام عليه السلام من حديث الشراب الحرام - صفحه 231

ولا خلاف بين أهل الإسلام في أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله لم يدعُ للمباهلة سوى الحسنين وأبويهما صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
أخرج مسلم في (صحيحه) ۱ عن سعد بن أبي وقّاصٍ ـ في حديثٍ ـ قال : لمّا نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلّى الله عليه و آله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : (اللّهم هؤلاء أهلي) .
والمراد بـ (أنفسنا) عليٌّ عليه السّلام خاصّة ، لأنّه صلّى الله عليه و آله لم يدعُ للمباهلة ـ التي هي من قواعد النبوّة ومؤسِّساتها ـ من الرجال أحداً غيره ، ولا ريب أنّه ليس المراد به أنّ نفس عليٍّ عليه السّلام هي نفس النبيّ صلّى الله عليه و آله لبطلان الاتّحاد ، فيكون المراد أنّه مثله ومساويه إلا في النبوّة.
قال الإمام الطبرسيّ رحمه الله : ۲ ولا يجوز أن يكون المعنيّ به النبيّ صلّى الله عليه و آله لأنّه هو الداعي ، ولا يجوز أن يدعو الإنسان نفسَه ، وإنّما يصحّ أن يدعو غيره .
قال رحمه الله : وإذا كان قوله : (وأنفسنا) لا بدّ أن يكون إشارةً إلى غير الرسول صلّى الله عليه و آله وجب أن يكون إشارةً إلى عليٍّ عليه السّلام ، لأنّه لا أحد يدّعي دخولَ غير أميرالمؤمنين عليه السّلام وزوجته وولديه في المباهلة .
وهذا يدلّ على غاية الفضل ، وعلوّ الدرجة ، والبلوغ منه إلى حيث لا يبلغه أحد ، إذ جعله الله نفسَ الرسول ، وهذا ما لا يُدانيه فيه أحدٌ ولا يقاربه (اهـ).
وروي عنه صلّى الله عليه و آله أنّه قال ۳ : لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي ، يقتل مقاتليهم ، ويسبي ذراريهم ، ثمّ ضرب بيده على كتف عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام .
وأنت ـ هداك الله إلى الحقّ وإلى صراطٍ مستقيم ـ إذا تأمّلت ذلك عرفت أنّ الله

1.صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة ـ باب من فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : ۱/۲۹۰ ـ ۲۹۱ .

2.مجمع البيان في تفسير القرآن : ۲/۴۵۳ .

3.فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : ۱/۳۹۵ ـ ۳۹۷ ، الكافي الشاف : ۱۵۶ .

صفحه از 268