۴۶.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الفضل بن شاذان : سَأَلَ المَأمونُ عَليَّ بنَ موسَى الرِّضا عليه السلام أن يَكتُبَ لَهُ مَحضَ الإِسلامِ عَلى سَبيلِ الإيجازِ وَالاِختِصارِ ، فَكَتَبَ عليه السلام لَهُ :
إنَّ مَحضَ الإِسلامِ : شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، إلهاً واحِداً أحَداً ، فَرداً صَمَداً ، قَيّوماً ، سَميعاً بَصيراً قَديراً ، قَديماً قائِماً باقياً ، عالِماً لا يَجهَلُ ، قادِراً لا يَعجَزُ ، غَنِيّاً لا يَحتاجُ ، عَدلاً لا يَجورُ ، وأنَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ ، ولَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، لا شِبهَ لَهُ ، ولا ضِدَّ لَهُ ، ولا نِدَّ لَهُ ، ولا كُفءَ لَهُ ، وأنَّهُ المَقصودُ بِالعِبادَةِ وَالدُّعاءِ ؛ وَالرَّغبَةِ وَالرَّهبَةِ .
وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، وأمينُهُ وصَفيُّهُ ، وصَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ ، وسَيِّدُ المُرسَلينَ ، وخاتَمُ النَّبِيّينَ ، وأفضَلُ العالَمينَ ، لا نَبِيَّ بَعدَهُ ، ولا تَبديلَ لِمِلَّتِهِ ، ولا تَغييرَ لِشَريعَتِهِ ، وأنَّ جَميعَ ما جاءَ بِهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ هُوَ الحَقُّ المُبينُ ، وَالتَّصديقُ بِهِ وبِجَميعِ مَن مَضى قَبلَهُ مِن رُسُلِ اللَّهِ وأنبِيائِهِ وحُجَجِهِ ، وَالتَّصديقُ بِكِتابِهِ الصّادِقِ العَزيزِ الَّذي «لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»۱ ، وأنَّهُ المُهَيمِنُ عَلَى الكُتُبِ كُلِّها ، وأنَّهُ حَقٌّ مِن فاتِحَتِهِ إلى خاتِمَتِهِ ، نُؤمِنُ بِمُحكَمِهِ ومُتَشابِهِهِ ، وخاصِّهِ وعامِّهِ ، ووَعدِهِ ووَعيدِهِ ، وناسِخِهِ ومَنسوخِهِ ، وقِصَصِهِ وأخبارِهِ ، لا يَقدِرُ أحَدٌ مِنَ المَخلوقينَ أن يَأتيَ بِمِثلِهِ .
وأنَّ الدَّليلَ بَعدَهُ ، وَالحُجَّةَ عَلَى المُؤمِنينَ ، وَالقائِمَ بِأَمرِ المُسلِمينَ ، وَالنّاطِقَ عَنِ القُرآنِ ، وَالعالِمَ بِأَحكامِهِ : أخوهُ وخَليفَتُهُ ، ووَصِيُّهُ ووَلِيُّهُ ، وَالَّذي كانَ مِنهُ بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسي ؛ عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، أميرُ المُؤمِنينَ ، وإمامُ المُتَّقينَ ، وقائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ، وأفضَلُ الوَصِيّينَ ، ووارِثُ عِلمِ النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ .
وبَعدَهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، ثُمَّ عَليُّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العابِدينَ ، ثُمَّ مُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ باقِرُ عِلمِ النَّبِيّينَ ، ثُمَّ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الصّادِقُ وارِثُ عِلمِ الوَصِيّينَ ، ثُمَّ موسَى بنُ جَعفَرٍ الكاظِمُ ، ثُمَّ عَليُّ بنُ موسَى الرِّضا ، ثُمَّ مُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ ، ثُمَّ عَليُّ بنُ مُحَمَّدٍ ، ثُمَّ الحَسَنُ بنُ عَليٍّ ، ثُمَّ الحُجَّةُ القائِمُ المُنتَظَرُ ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ .
أشهَدُ لَهُم بِالوَصِيَّةِ وَالإِمامَةِ ، وأنَّ الأَرضَ لا تَخلو مِن حُجَّةِ اللَّهِ تَعالى عَلى خَلقِهِ في كُلِّ عَصرٍ وأوانٍ ، وأنَّهُمُ العُروَةُ الوُثقى ، وأئِمَّةُ الهُدى ، وَالحُجَّةُ عَلى أهلِ الدُّنيا ، إلى أن يَرِثَ اللَّهُ الأَرضَ ومَن عَلَيها .۲
1.فصّلت : ۴۲ .
2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۱۲۱ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۵۲ ح ۱ .