المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 295

قال : شجرة في الجنّة ، ساقها وأغصانها من ذهب ، وورقها حلل ، وحملها كثدي الأبكار أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وماؤها من تسنيم . لو أنّ غراباً طار وهو فرخ لأدركه الهرم من قبل أن يقطعها ، وليس منزل من منازل أهل الجنة إلاَّ وظلاله فنن من تلك الشجرة .
قال : فلمّا أتى القوم على دراسة ما أوحى الله عزّ وجلّ إلى المسيح (عليه السلام) من نعت محمّد رسول الله وصفته ، وملك أمّته ، وذكر ذريته وأهل بيته ; أمسك الرجلان مخصومين ، وانقطع التحاور بينهم في ذلك .
قال : فلمّا فلج حارثة على السيِّد والعاقب بالجامعة ، وما يبيَّنوه في الصحف القديمة ولم يتمَّ لهما ما قدّرا من تحريفها ، ولم يمكنهما أن يلبسا على الناس في تأويلهما ۱ أمسكا عن المنازعة من هذا الوجه ، وعلما أنّهما قد أخطئا سبيل الصواب بذلك ، فصارا إلى بِيعتهم آسفَين ، لينظرا ويرتئيا ، وفزع إليهما نصارى نجران ، فسألوهما عن رأيهما وما يعملان في دينهما .
فقالا ـ ما معناه ـ : تمسَّكوا بدينكم حتى يكشف ۲ دين محمد ، وسنسير إلى بني قريش ـ إلى يثرب ـ وننظر إلى ما جاء به ، وإلى ما يدعو إليه .
قال : فلمّا تجهَّز السيِّد والعاقب للمسير إلى رسول الله بالمدينة انتدب معهما أربعة عشر راكباً من نصارى نجران هم من أكابرهم فضلاً وعلماً في أنفسهم ، وسبعون رجلاً من أشراف بني الحارث بن كعب وسادتهم .
قال : وكان قيس بن الحصين ذو الغصّة ، ويزيد بن عبدالمدان ۳ ببلاد

1.كذا في طبعة ( ق ) و ( ب ) ، وجاءت نسخة على طبعة ( ح ) ، وفيها : في التأويل . . ومثله في هامش بحارالأنوار نقلاً عن المصدر .

2.خ . ل : نكشف ، جاءت على هامش بحار الأنوار .

3.وهو من بني الحارث المذحجيين بني الريّان ، وكان من ملوك نجران ، وكانت رئاستهم أوّلاً في عبدالمدان بن الديان ، وانتهت قبل البعثة المحمّديّة إلى يزيد بن عبدالمدان هذا . لاحظ : العقد الفريد لابن عبد ربّه ۲/۸۲ ، وزاد المعاد لابن الجوزية ۳/۳۵ . وغيرهما .

صفحه از 251