مَجْلِسُ الرَسُوْلِ(صلى الله عليه وآله)
  ۰.قالَ : فَسَأَلْتُهُ عَن مَجْلِسِهِ ؟ 
 فَقَالَ : كانَ رَسُوْل اللهِ(صلى الله عليه وآله) لا يَجْلِسُ ولا يَقُوْمُ إلاّ عَلَى ذِكْرِ اللهِ جَلَّ اسْمُهُ ، ولا يُوطِنُ الأَمَاكِنَ وَيَنْهَى عَن إِيْطانِها ، وإِذا انْتَهَى إِلى القَوْمِ جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الَمجْلِسُ ، ويَأْمُرُ بِذلَكَ ، يُعْطِي كُلَّ جُلَسَانِهِ نَصِيْبَهُ حتََّى لا يَحْسَبُ جَلِيْسُهُ أَنَّ أَحَدَاً أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ . 
 مَنْ جَالَسَهُ أَوْ قَاوَمَهُ فِي حَاجَة صَابَرَهُ ۱ حَتَّى يَكُوْنُ هُوَ المُنْصَرِفُ عَنْهُ ، ومَن سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدُّهُ إِلاّ بِهَا ، أَوْ بِمَيْسُوْر مِن القَوْلِ ، قَدْ وَسِعَ الناسَ بَسْطَةً وخُلُقَاً . 
 وكانَ لَهُمْ أَبَاً ، وصَارُوا لَهُ عِنْدَهُ فِي الحَقِّ سَواءً ، مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْم وحَيَاء وصَبْر وأَمَانَة ، لا تُرْفَعُ فِيْهِ الأَصْوَاتُ ولا تُتَوَهَّمُ فِيْهِ الحُرَمُ ولا تنثى فَلَتَاتُهُ . 
 مُتَعَادِلُوْنَ مُتَفَاضِلُوْنَ فِيْهِ بِالتَقْوَى ، مُتَوَاضِعُوْنَ يُوَقِّرُوْنَ فِيْهِ الكَبِيْرَ ، ويَرْحَمُوْنَ فِيْهِ الصَغِيْرَ ، ويُؤْثِرُوْنَ ذَا الحَاجَةِ ، ويَحْفَظُوْنَ ـ أو قال : يَحُطُّوْنَ ـ الغَرِيْبَ .
سِيْرَتُهُ(صلى الله عليه وآله) فِي جُلَسَائِهِ
  ۰.قالَ : قلتُ : كَيْفَ كانَتْ سِيْرَتُهُ فِي جُلَسَائِهِ ؟ . 
 قالَ : كانَ رَسُوْل اللهِ(صلى الله عليه وآله) دَائِمَ البِشْرِ ، سَهْلَ الخُلْقِ ، لَيِّنَ الجَانِبِ ، لَيْسَ بِفَظٍّ ولا غَلِيْظ ولا صَخّاب ولا فَحّاش ، ولا عَيّاب ، ولا مَدّاح ، يَتَغَافَلُ عَمّا لا يَشْتَهِي ، فلا يُؤْيِسُ مِنْهُ ، ولا يُخَيِّبُ فِيْهِ مُؤَمِّلِيْهِ . 
 قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلاث : المِرَاءِ والإِكْثَارِ ومِمَّا لا يَعْنِيْهِ ، وتَرَكَ الناسَ مِن ثَلاث : كانَ لا يَذُمُّ أَحَداً ، ولا يُعَيِّرُهُ ، ولا يَطْلُبُ عَوْرَتَهُ ، ولا يَتَكَلَّمُ إِلاّ فِي ما يَرْجُو ثَوَابَهُ ، إِذا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّما عَلَى رُؤُوْسِهُمُ الطَيْرُ ، وإِذا سَكَتَ تَكَلَّمُوا ،
                         
                        
                            1.في النسخة «صاوبه» والصوب : النزول من الأعلى ، وهنا إشارة إلى النزول لرغبة المجالس .