الحديث على التهجّم على الدين وتراثه ومصادر معرفته .
وبذلك يكون الكتاب ردّاً عينيّاً على هؤلاء المستأجَرين للغرب ، بينما فيه توعيةٌ للاُمّة وتوجيهٌ لها إلى ما عندهم من ذخائر فكريّة وتراث عظيم ، بِهِ وبهَدْيِهِ تمكّن الآباءُ من السيطرة على عالم الأمسِ ، ومن أجل ذلك يُعارضه المستعمرون الحاقدون اليوم .
ثمّ ، إنّ وصيّة المؤلّف بضبط الكتاب ممّا يؤكّد هذا الغرض حيث يقول : «وإنّي اُوصي ، وآخُذُ على كلّ من نقل كتاب التحف ۱ وهذا المؤلّف - إنْ شاء اللَّه - أنْ يتحرّى في التصحيح والمقابلة ، فقد أبلغتُ الوسع في طلب الصحّة ، ولم أرسم شيئاً - بحمد اللَّه تعالى - إلّا على دقّةٍ وتحقيقٍ ووقوفٍ على الاُصول المأمونة المصونة» .
إنّ هذه الوصيّة - بحدّ ذاتها - تفنّد مزاعم اُولئك الأقزام المشكّكين في التراث الإسلامي ومصادر معرفته على أساس من الإشكاليّات في اللغة ، والخطّ ، والضبط ، التي قد مُنِيَتْ بها العربيّة .
فإنّما ينفذُ مثل ذلك في سوق الجهلة البُعداء عن هذه اللغة ، وعن دينها ، وتراثها ، وعن مجالس العلم ، ومصاحبة العلماء ، وعن مناهجهم في أعمالهم .
أمّا العاملون بمثل هذه الوصيّة فهم في مأمنٍ من كلّ ذلك الهُراء .
محتوى الكتاب وجامعيّته :
إنّ سماحة السيّد المؤلّف ، باعتباره من كبار العلماء وأعيانهم ، وممّن تربّى في حجور العلم ، وأحضان المعرفة ، وباعتباره من كبار السادة الأشراف من العترة الطاهرة ، قد تيسّر له الارتباط الوثيق بمصادر المعرفة الإسلاميّة ، عن أعلام العلماء ، ومن آبائه الكرام السادة ، وبما مدّ اللَّه له من العمر الطاهر ، في العقود التسعة
1.من مؤلّفات السيد المؤلف