الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 310

وهذه الحرب - كذلك - تعتمد على الجهل بما قرّره علماء المسلمين من قواعد واُصول في فنّ «توثيق النصوص» وتحقيق المستمسكات ، بما لم تسبق إليه الاُمم السابقة ، ولا الحضارات الراقية .
وهذه الحرب - كذلك - إنّما تأسّست على أساس الدراسات والنظريّات الغربيّة التي طبّقوها على نصوص اللاهوت المسيحيّة ، والكتب المقدّسة النصرانيّة ، مع ما فيها من هراء وهذيان وجهل وسخافة وغلط وتحريف ، في كلا جانبي المعاني والمباني ، وفي الفكرة واللفظة ، وفي المؤدّى والخطاب ، والتلاعب بأهداف السماء ، وبتاريخ الأنبياء .
فهؤلاء يُحاولون - خطأً - تطبيق تلك النظريّات على النصوص الإسلاميّة المقدّسة التي تتلألأ بالرُوح ، والوجدان ، والصفاء ، والإخلاص ، والورع ، والحقّ والحقيقة ، وتتألّق بالفصاحة ، والبيان ، والإعجاز اللفظي والمعنوي .

وأمّا في مجال توثيق النصوص :

فهذا الذي نحاول الكشف عن أبعاده ، ونوضّح مدى تغافل هؤلاء المستغربين عن الاُسس الرصينة التي اتّبعها المسلمون في توثيق النصوص ، والتأكّد من سلامة مصادر المعرفة الإسلاميّة ، بكلّ فروعها وشعبها ، بما لم تسبق إليها اُمّة من الاُمم في أيّة حضارة بشريّة سابقة :

أوّلاً : التأكيد على قدسيّة العلم ووجوب تحصيله شرعاً :

فالإسلام : بقرآنه ، وسنّة رسوله ، وحديث أئمّته ، وكلام علمائه ، يؤكّد على وجوب تحصيل العلم وتعليمه ، حتّى اشتهر الحديث الشريف : «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة» ۱ .

1.رواه ابن فهد الحلّي في (عدّة الداعي ونجاح الساعي) (ص ۶۳) عن كتاب (منتقى اليواقيت) مرفوعاً إلى محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد الشهيد عن عليّ بن موسى الرضاعليه السلام مرفوعاً - عن آبائه - عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله

صفحه از 319