الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 287

هذا ، بقطع النظر عن أنّ إمامة السجّادعليه السلام ثابتةٌ بالنصّ الذي رواه المسلمون - كافّةً - ۱ .
2 - أنّ ما نُسِبَ إلى الإمام السجّادعليه السلام من المَرَض والعِلّة في كربلاء وبعدَها ، يمكن أن يكون على أثر هذا الجرح .
فهذا النصّ ، معَ ما له من أهميّة ، لم يكن معروفاً من ذي قبل ، عند الإماميّة ، بل لم يطّلع عليه أحدٌ من الباحثين ، حتّى أنّ الشيخ العلّامة محمّد طاهر السماويّ ، الذي وقف على «الحدائق الورديّة» للمحلّي ، وهو من مصادر كتابه «إبصار العين» قد غفل عن هذا النصّ ، ولم ينقله ولم يذكر حوله تعليقاً أو كلاماً . فلولا التراث الزيديّ ، لم نقف على هذا النصّ المهمّ الرائع . هذا ، عَدِّ عن مئاتٍ من الأحاديث والأخبار والنصوص التي تتّحد مع ما في التراث الإماميّ ، بشكل تامّ ، وهي بلاريب دعمٌ للموقف الشيعيّ الموحّد ، وتأييد للملتزَمات العقائديّة ، والمواقف التاريخيّة ، والفقهيّة ، والتفسيريّة ، وغيرها .

(5)
التداول المتبادل لمصادر التراث بين الزيديّة والإماميّة

نجد اهتماماً كبيراً لدى الإماميّة بالتراث الزيديّ منذ القرون الاُولىْ ، وحتى العصر الحاضر ، بالرواية المسنَدة ، والرعاية المؤكّدة ، فهذه الفهارس وكتب الببيولوغرافيا مشحونةٌ بتثبيت كتب الزيديّة ، والإسناد إليها وإلى مؤلّفيها .
فتراث العلّامة الزيديّ الذائع الصيت ، الحافظ ابن عقدة الكوفي: أحمد بن محمّد بن سعيد (ت 333ه) من المصادر المعتمدَة لدى الإماميّة ، ولابن عقدة وجود ملموسٌ وعظمةٌ مذكورةٌ في الفهارس المعدّة أساساً لكتب أصحابنا الإماميّة ۲ .
ومثل ذلك كتب أبي الفرج الأصبهاني الزيديّ .
وفي أواخر القرن السادس أثبت العلّامة المحدّث الفقيه المفسّر الشيخ محمّد بن عليّ السروي الشهير ب «ابن شهر آشوب» (ت 588ه) كثيراً من عيون التراث الزيديّ في ما استدركه على فهرست الشيخ الطوسي قدس سره في كتابه القيّم «معالم العلماء» فأورد مؤلّفات كثير من الزيديّة فيه باعتباره من أهل مازندران ، وهي مأوى

1.جهاد الإمام السجّاد عليه السلام (ص ۳۵ - ۳۷)

2.لاحظ :الفهرست للطوسي(ص ۶۸ -۷۰) رقم ۸۶ طبعة الطباطبائي ، والرجال للنجاشي (ص ۹۴) رقم (۲۳۳) تحقيق السيّد الزنجاني

صفحه از 319