الذي صنّف في ذلك رسالة مستقلّة، وذكر فيها : «إنّ ما دلّ من الروايات على النقيصة لابدّ من تأويلها أو طرحها ، فإنّ الحديث إذا جاء على خلاف الدليل من الكتاب والسنّة المتواترة والاجماع، ولم يمكن تأويله، ولا حمله على بعض الوجوه، وجب طرحه» ۱ .
فهذا هو منهج الشيعة .
وإذا تأمّل فيه الباحث الخبير بعين الإنصاف فسيعترف أنّه هو السبيل الوحيدة التي تندفع بها جميع المعضلات التي يعانيها المسلمون من ناحية الروايات ، وأنّه ينطبق تماماً للمعيار الذي أقامه الشارع عليه السلام وأشار إليه الإمام الصادق عليه السلام حينما قال : « . . . فما وافق كتاب اللَّه فخذوه، وما خالف كتاب اللَّه فدعوه . . .» ۲ .
(5) ما هو الهدف الأساسي لأمريكا من إثارة هذه الفتنة في الوقت الحاضر؟
لقد ظهر ممّا ذكر آنفاً: كيف نجح أعداء الإسلام في اختلاق الروايات للنيل من قداسة القرآن ؟
ومضت على ذلك قرونٌ، وتقبّل ثلة من المسلمين تلك الموضوعات، وأدرجوها في مجاميع أحاديثهم.
ولكنّ العلماء المحقّقين من العامّة والشيعة يرفضون خرافة التحريف، مع وجود تلك الروايات في الكتب، ولا يسخّفون القول بأنّ هناك زيادةً في القرآن أو نقيصةً أو تبديلاً في الألفاظ . وهم الأكثريّة الساحقة من العلماء .
كما، ولم يتّهم أيّ عالمٍ منصفٍ من العامّة ولاالشيعة مخالفيه بأنّهم يعتقدون بالتحريف .
1.البيان في تفسير القرآن : ص ۲۵۳
2.وسائل الشيعة : ج ۳ (كتاب القضاء - باب وجوه الجمع بين الأحاديث المختلفة) ص ۳۸۰