يقرأ هذا الحرف : «وكفى اللَّه المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب» ۱ .
ومن هذا القبيل الروايات التي تدلّ على سقوط قسمٍ كبيرٍ من سورة براءة أو الأحزاب، كما مرّ آنفاً، والتي تُشير أو تُصرّح بأنّ سورة براءة كانت مشتملةً على أسماء المنافقين .
ولكنّه لادلالة في ذلك على أنّ هذه الزيادات كانت من القرآن ، بل الصحيح أنّها كانت تفسيراً بعنوان التأويل، أي ما يؤوّل إليه الكلام، أو بعنوان التنزيل من اللَّه شرحاً لمراد القرآن، بدون أن يكون جزءاً من القرآن .
ومنها: الروايات التي تدلّ بصورة عامّة على أنّ القرآن كان أزيد بكثيرٍ من المقدار الموجود بأيدينا؛ فالسيوطي يقول : أخرج الطبراني بسندٍ موثّقٍ عن عمر ابن الخطّاب مرفوعاً : القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف» ۲ .
أي مليوناً وسبعة وعشرين ألف حرف، مع أنّ عدد الحروف بأجمعها في القرآن لايزيد على مائتي ألف وسبع وستّين ألف وثلاث وخمسين، كما يقولون.
فبناءً على هذا ليس بأيدينا الآن إلّا ربع القرآن فقط.
ولكن الذهبي اَوَّلَ هذا القول بأنّه ناظرٌ إلى الوحي المتلوّ ومنسوخ التلاوة جميعاً.
وكذلك نرى في الكافي حديثاً بمثل هذا المضمون : عليّ بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال : إنّ القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمّد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية ۳ .
1.نفس المصدر : ج ۵ ص ۱۹۲
2.الاتقان : ج ۲ ص ۷۰
3.الكافي للكليني : ج ۲ ص ۴۶۳ (كتاب فضل القرآن - باب النوادر)