القرآن الكريم و مشكلة أخبار الآحاد - صفحه 118

مثلاً : قال أبو جعفر عليه السلام في حديث طويل :«أمّا كتاب اللَّه فحرّفوا، وأمّا الكعبة فهدّموا، وأمّا العترة فقتلوا... الحديث»۱.
فهذا يمكن تأويله أنّ المراد بالتحريف حمل الآيات على غير معانيها وعلى هذا فلا مانع من قبوله .
ومنها: الروايات التي تدلّ على أنّ بعض الآيات قد ذكرت فيها أسماء الأئمّة :
كما روى العياشي رحمه الله بإسناده عن الصادق عليه السلام : «لو قرئ القرآن كما اُنزل لألفينا مسمَّين» .
يقول السيد الخوئي رحمه الله : إنّا قد أوضحنا في ما تقدّم أنّ بعض التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن، وليس من القرآن نفسه، فلابدّ من حمل هذه الروايات على أنّ ذكر أسماء الأئمّة في التنزيل من هذا القبيل، وإذا لم يتمّ هذا الحمل فلابدّ من طرح هذه الروايات، لمخالفتها للكتاب والسنّة، والأدلّة المتقدّمة على نفي التحريف» .
ثمّ يذكر السيّد الخوئي الأدلّة العقليّة والنقليّة على كذب هكذا روايات .
ومنها: الروايات التي تدلّ على سقوط بعض الألفاظ أو الفقرات أو الآيات من القرآن ، والأحاديث من هذا القبيل كثيرة في كتب الفريقين، وننقل بعضاً منها بعنوان المثال من كتب العامّة مضافاً إلى ما مرّ آنفاً :
أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنّا نقرأ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : «ياأيّها الرسول بلّغ ما اُنزل إليك من ربّك أنّ عليّاً مولى المؤمنين وإنْ لم تفعل فما بلّغت رسالته واللَّه يعصمك من الناس» ۲ .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضى الله عنه أنّه كان

1.البيان في تفسير القرآن للخوئي : ص ۲۴۷ وتفصيل هذه الروايات والتعليق عليها مأخوذ من هذا الكتاب باختصار

2.الدرّ المنثور : ج ۲ ص ۲۹۸

صفحه از 122