القرآن الكريم و مشكلة أخبار الآحاد - صفحه 117

لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) 1 .
فمجاميع الحديث المشهورة عند الشيعة هي : الكافي (للكليني رحمه الله) ومن لا يحضره الفقيه (للصدوق رحمه الله) وتهذيب الأحكام والاستبصار في ما اختلف من الأخبار (كلاهما للطوسيّ رحمه الله) هذه هي المعروفة بالكتب الأربعة المتقدّمة .
وهم ينظرون إلى مؤلّفي هذه المجاميع بكلّ تبجيل وغاية احترام ويقدّرون جهودهم بتقدير تام ويعترفون بفضلهم وكمالهم وحسن نيّتهم وصفاء طويتهم وزهدهم وتقواهم وعلوّ مراتبهم في العلم والعمل وسمو مدارجهم في خدمة الدين ونشر المعارف الإلهية ويذعنون أنّ لهؤلاء الشيوخ عليهم الرحمة منّةً على الملّة إلى الأبد - ومع كلّ ذلك فهم لايسمّون هذه الكتب ب«الصحاح» ولايقولون أنّ كلّ ما فيها صحيحٌ لايحتاج إلى النقد والنظر .
فالشيعة يضعون كلّ حديثٍ - في أيّ كتابٍ وُجد - تحت عدسة النقد والفحص، فينظرون في سنده ومتنه، ويعرضونه على كتاب اللَّه والسنّة المقبولة، وإذا وجدوه سليماً من ناحية الرواية والدراية، وموافقاً للأدلّة العقليّة والنقليّة فيقبلونه؛ وإن كان في الكتب الغير الشيعية .
وإلّا؛ فينظرون هل يمكن تأويله على وجهٍ مقبولٍ، فيُأوّلونه، وإن لم يمكن تأويله فيردّونه ويضربونه عرض الجدار؛ وإن كان في الكتب الشيعية .
وإذا نظرنا في الروايات التي تدلّ على التحريف، أو سقوط جزءٍ من الآية أو الآية بكاملها، من كتاب اللَّه؛ نجد أنّ أكثرها ضعيفةٌ من ناحية السند، مع أنّه يمكن تأويل بعضها إلى معانٍ صحيحة :
فمنها: الروايات التي تدلّ على التحريف بعنوانه:

1.سورة فصّلت : الآية ۴۱ - ۴۲

صفحه از 122