أبوطالب عمّ الرسول المصطفي(ص) مؤمن بني هاشم - صفحه 39

(الثاني) : أنّ الأمّة متّفقةٌ على أنّ الآخرة ليس فيها نارٌ سوى الجنّة والنار ، فالمؤمن يُدخله اللَّه الجنّة ، والكافر يُدخله اللَّه النار .
فإن كان أبو طالبٍ كافراً - على ما يقوله المخالف - فما بالُه يكون في ضَحْضاحٍ من نارٍ من بين الكفّار ، ولم تُجعل له نارٌ وحده من بين الخلائق.
والقرآن متضمِّنٌ أنّ الكافر يستحقّ التأبيد والخلود في النار ؟
فإن قيل : إنّما جُعل في ضَحْضاحٍ من نارٍ لتربيته للنبيّ صلى الله عليه وآله وذَبِّه عنه ، وشفقته عليه ، ونَصْره إيّاه .
قلنا : تربية النبيّ صلى الله عليه وآله والذبّ عنه وشفقته عليه والنصرة له طاعةٌ للَّه تعالى يستحقّ في مقابلها الثواب الدائم ، فإن كان أبو طالبٍ فعَلها وهو مؤمن فما بالُه لا يكون في الجنّة كغيره من المؤمنين .
وإن كان فَعَلها وهو كافرٌ فإنّها غير نافعةٍ له ، لأنّ الكافر إذا فعل فعلاً للَّه تعالى فيه طاعة لا يستحقّ عليه ثواباً ، لأنّه لم يُوقِعْه لوجهه متقرِّباً به إلى اللَّه تعالى ، من حيث إنّه لم يعرف اللَّه تعالى ليتقرَّبَ إليه ، فيجب أن يكون عمله غير نافعٍ له ، فما استحقّ أن يُجعل في ضَحْضاحٍ من نارٍ .
فهو إمّا مؤمنٌ يستحقّ الجنّة - كما نقول - وإمّا كافرٌ يستحقّ التأبيد في الدَّرْك الأسفل من النارعلى وجه الاستحقاق والهَوان كغيره من الكفّار، وهذالايقوله مخالفنا.
وقد أبطلنا أن يكون في ضَحْضاحٍ من نارٍ ، فلم يبق إلّا أن يكون في الجنّة - كما أفاد الإمام شمس الدين فخّار بن مَعَدٍّ رحمه اللَّه ۱ - .
وأيضاً فإنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قد علّق الشفاعة لعمّه رضي اللَّه تعالى عنه - عند موته -

1.الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب : ۸۶ - ۸۷

صفحه از 50