فيه بالسَّماع - كما هو مقرَّر في محلّه - .
وأخرج أحمد في (مسنده) ۱ أيضاً حديثَ الباب عن يحيى بن سعيدٍ ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبداللَّه السَّبيعيّ الكوفيّ ، وقد عرفت أنّ جميع طرق حديث النُّعمان بن بشيرٍ تنتهي إليه ، وتدور عليه .
قال أبو بكر البرديجيّ في (المراسيل) : قيل : إنّ أبا إسحاق لم يسمع من سليمان ابن صُرَدٍ ولا من النُّعمان بن بشيرٍ ولا من جابر بن سَمُرَة .
وقال ابن حِبّان : كان مدلّساً ، وكذا ذكره في المدلّسين حسين الكرابيسيّ وأبو جعفرٍ الطبريّ .
وقال ابن المَدِينيّ في (العِلَل) : قال شعبة : سمعتُ أبا إسحاق يحدّث عن الحارث ابن الأَزْمَع بحديثٍ ، فقلت له : سمعتَ منه ؟ فقال : حدّثني مُجالِدٌ ، عن الشَّعبيّ عنه ، قال شعبة : وكان أبو إسحاق إذا أخبرني عن رجلٍ قلت له : هذا أكبر منك ؟ فإن قال : نعم ، علمتُ أنّه لقي ، وإن قال : أنا أكبر منه ، تركته .
وقال الجُوزَجانيّ : أبو إسحاق روى عن قومٍ لا يُعرَفون ، ولم ينتشر عنهم عند أهل العلم إلّا ما حكى أبو إسحاق عنهم .
وقال : حدّثنا إسحاق ، حدّثنا جَرير ، عن مَعنٍ ، قال : أفسد حديثَ أهل الكوفة الأعمش وأبو إسحاق - يعني للتدليس ۲ - .
وبعدُ ، فإنّ النُّعمان بن بشيرٍ كان قد استعمله معاويةُ بن أبي سفيان على الكوفة أشْهُراً ، ثمّ نقله من إمْرَة الكوفة إلى إمْرَة حِمْص ۳ ، واستعمله عليها - بعدَه - ابنُه يزيد ، وكان هواه مع معاوية ، وميله إليه وإلى ابنه يزيد - كما قال ابن الأثير بترجمته
1.مسند أحمد : ۴ / ۲۷۱
2.تهذيب التهذيب : ۴ / ۳۵۸ - ۳۵۹
3.الاستيعاب : ۳ / ۵۵۲ - أُسْد الغابة : ۵ / ۳۲۸ - الإصابة : ۳ / ۵۵۹