كتاب «غريب الحديث في بحارالأنوار» علي طاولة النقد - صفحه 314

تكون سبيلاً لرفع أشباهها ممّا يؤلّف في هذا المضمار.
وبما أنّ للكتاب علقة وثيقة بالحديث تبنّت مؤسّسة دار الحديث الثقافيّة القيام ببعض الأعمال من مقابلة نصوصه مع المصادر، وضبط ألفاظه المشروحة أو التي قد يقع فيها الوهم، مراعىً في ذلك عدم لزوم الاختلاف الفاحش بين المضبوط وغيره، مضافاً إلى إصلاح بعض عيوب الكتاب، وبها ألبس الكتاب حلّة جديدة أنيقة.
وتولّت وزارة الإرشاد طبع الكتاب في العام (1378 - 1380ه).
شكر اللّه مساعي الجميع ووفّقهم لخدمة العلم.

تمهيد يحتوي على نقاط:

1 - أهمّية بيان غريب الحديث:

اللغة العربية مع سعتها لغة ظريفة، فائقة الدقّة، فيها من اللطافة ما لا يخفى على ذي ذوق، فنرى الألفاظ المختلفة تعبّر عن معنى واحد، وهي مع ذلك مختلفة من بعض الجهات والخصوصيّات، فلفظ «القعود» و«الجلوس» - مثلاً - يدلّان على الهيئة المعيّنة، لكن لكلّ منهما خصوصيّة يمتاز بها عن الآخر؛ فلفظ القعود يعني تلك الهيئة الحاصلة بعد القيام، ولفظ الجلوس يعني تلك الهيئة الحاصلة بعد الاضطجاع والاستلقاء، فكلّ منهما دلّ بلطف على الهيئة المعيّنة، فإذا أراد المتكلّم بيان وقوع الهيئة المذكورة بعد القيام اكتفى بالتعبير عنها بلفظ القعود، وكان التعبير وافياً بالغرض بأحسن وجه وأقصر عبارة.
وكذا لفظا «السير» و«المشي» فإنّهما يعبّران عن حالة واحدة، لكن يختصّ الأوّل بوقوعها ليلاً، والثاني بوقوعها نهاراً؛ فكلّ منهما لا يخلو عن لطافة ودقّة.
وهكذا الحال في غيرها من الألفاظ المؤدّية لمعنى واحد، حتّى ذهب البعض إلى عدم وجود الترادف في اللغة العربيّة؛ لما تحمله الألفاظ من الخصوصيّات

صفحه از 326