الزهري: أحاديثه و سيرته - صفحه 182

أسمع ، سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، قال : أخبرني جدّي حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا أبو وهب قال : أخبرنا عبدالرحمن بن زيد بن أسلم قال : قال أبو حازم : إنّ سليمان بن هشام بن عبدالملك قدم المدينة ومعه ابن شهاب ، فأرسل إلى أبي حازم فدخل عليه ، فإذا سليمان بن هشام متّكئاً وابن شهاب عند رجليه قاعداً ، قال : فسلّمت وأنا متّكئ على عصاي .
فقال ابن شهاب : ألا تتكلّم ياأعرج .
قال : قلت : وما يتكلّم الأعرج ، ليست للأعرج حاجة جاء لها فيتكلّم ، وإنّما جئتكم لحاجتكم التي أرسلتم إليّ فيها ، وما كلّ من يرسل إليّ آتيه ، فلولا الفَرَقُ من شرّكم ما جئتكم .
فجلس سليمان بن هشام فقال : ما المخرج ممّا نحن فيه؟
فقال أبو حازم ، اُعاهد الله في نفسي لا يمنعني دريهماتك أن أقول الحقّ في الله .
قال : قلت : المخرج ممّا أنت فيه لا تمنع شيئاً أعطيته من حقّ أمرك الله أن تجعله فيه ، ولا تطلب شيئاً منعته لشي ء نهاك الله أن تطلبه .
قال ابن هشام : ومن يطيق هذا ؟
قال : يطيقه من طلب الجنّة وهرب من النار ، وذلك فيهما قليل .
فقال هشام : ما رأيت كاليوم حكمة قطّ أجمع ولا أحكم .
قال ابن شهاب : فإنّه جارٌ لي وما جالسته قطّ .
قال أبو حازم : إنّي مسكين ليست لي دراهم لو كانت لي دراهم جالستني .
فقال ابن شهاب : قرضتني .
قال : إيّاك أردت .
قال ابن شهاب : ألا تحدّثني ياأبا حازم بشي ء بلغني أنّك وصفت به أهل العلم وأهل الدنيا .
قال : بلى ، إنّي أدركت أهل الدنيا تبعاً لأهل العلم ، حيث كانوا يقضى لأهل

صفحه از 229