وفي كنز العمال أيضاً ۱ عن ابن عبّاس قال قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : «إنّها ستكون اُمراء . . . يعرفون وينكرون فمن ناواهم نجا ، ومن اعتزلهم سلم أو كاد ، ومن خالطهم هلك» أفاد أنّه أخرجه ابن أبي شيبة .
فتحصّل من هذه الجملة أنّ الزهري في ميله لاُمراء الاُمويّة ومخالطته لهم متّهم بالنصرة لهم والمعاونة والمساعدة بالروايات التي تسوغ عند العامّة ، ولا تجرح فيه عند خاصّة أتباعه وأشباهه وأضرابه ، ولا سيّما بالزيادة في الروايات التي قد روى أصلها غيره ، والنقص وتوليد السند كما سبق مثال ذلك في الفصل الأوّل .
وممّا يقوّي أنّ الزهري مظنّة المعاونة لهم ما أخرجه في كنز العمال ۲ عن الزهري أنّه قيل له : كنّا لا نزال نحسن الظنّ بالرجل من أهل القرآن وأهل المساجد ثمّ تخالف قال : ذلك النقص .
ثمّ قال : إنّ الناس كانوا في حياة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أهل سنّة ، ولم يكن لهم كثير عبادة ، ولكنّهم كانوا يؤدّون الأمانة ويصدقون النيّة ، فلمّا مات رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم هبط الناس درجة ، وكانوا على شريعة من أمرهم مع أبي بكر وعمر ، فلمّا مات عمر هبط الناس درجة وكانوا مع عثمان حسنة علانيّتهم فلا بأس بحالهم حتّى قتل عثمان انهتك الحجاب ، وكان الناس في فتنتهم استحلّوا الدماء فتقاطعوا وتدابروا حتّى انكشفت عنهم ، ثمّ ألّفهم الله في زمن معاوية فكانوا أهل دنياً يتنافسون فيها ، ويتصنّعون لها ، ثمّ حضرتهم فتنة ابن الزبير ، فكانت الصيلم ، ثمّ صلحوا على يدي عبدالملك بن مروان فأنت منكر معهم ما تذكر من حسن ظنّك بهم وخلافهم فليس يزال هذا الأمر ينتقص . . . إلى آخره .
أفاد في كنز العمّال أنّه أخرجه ابن عساكر .
1.كنز العمال ج۵ ص۴۷۴ الحديث المرقم ۲۱۲۲ ، الطبعة الثانية .
2.كنز العمال ج۱۱ ص۲۴۳ ح۱۰۹۷ .