النكارة
في قوله : وثبت إليه ، وقوله : اُعدّد عليه ، وقوله : فلمّا أكثرت عليه ، لأنّها تدلّ على أنّه لجّ في الجدال بعد ما قال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : أخّر عنّي ، فذلك يدلّ على جرأة شديدة يبعد صدورها من عمر على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم له جلالة عظيمة وهيبة لا يناسبها أن يصنع معه اللجاج واللداد .
مع كون رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أعلم بالصواب وأهدى للحقّ .
وفي الأفعال المذكورة واللجاج في الجدال وتكرار التعداد تنزيل لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن درجة المعلّم ـ بكسر اللام ـ إلى درجة المعلّم ـ بفتح اللام ـ ورفع لعمر عن درجته إلى درجة أن يتصدّى ليعلّم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم .
وهذا بعيد أن يحتمل لعمر ، وإن يسكتَ عليه الحاضرون من السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار وغيرهم .
وليس كذلك مجرّد التنبيه الذي في الرواية الاُخرى التي من غير طريق الزهري بلفظ : فقام عمر ، فأخذ بثوب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال : يارسول الله أتصلّي عليه وقد نهاك ربّك أن تصلّي عليه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : إنّما خيّرني الله فقال : استغفر لهم أو لا تستغفر لهم .
فهذا تنبيه لتجويز السهو في متعلّق الحكم كما صدر من بعضهم تنبيهه أنّه صلّى خمساً .
وأخرج البخاري في صحيحه ۱ عن أبي هريرة قال : صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إحدى صلاتي العشاء ـ إلى قوله ـ : فصلّى بنا ركعتين ثمّ سلّم فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتّكأ عليها كأنّه غضبان ، ووضع يده اليمنى على اليسرى ، وشبك بين أصابعه ووضع خدّه الأيمن على ظهر كفّه اليسرى ، وخرجت السَّرَعان