الزهري: أحاديثه و سيرته - صفحه 148

الزهري لم يعجبه الاقتصار على ذلك لاضطراب متن الرواية وتفرّد أبي هريرة بها ، وأهمّه الدفاع عن أبي هريرة ، فلجأ إلى الرواية أنّه كان انفرد برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دون المهاجرين والأنصار ، فكان أكثرهم سماعاً ، ومع ذلك إنّه كان أكثرهم حفظاً .
فهذا باعث على رواية الزهري هذه .
وأيضاً : قد روي عن عمر أنّه قال : ألهاني الصفق بالأسواق ، كما أخرجه البخاري في باب الخروج إلى التجارة ۱ .
ويهمّ الزهري أنّه لا يُروى في علي عليه السّلام مثل ذلك لعنايته بتفضيل عمر ، فلم تكن الحيلة في حلّ هذه المشكلة إلّا برواية تعمّ المهاجرين والأنصار ، لئلّا يكون لعلي فضل من هذه الجهة .
والزهري متّهم بروايات في عمر ، كروايته «أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم غلبه الوجع» بدلاً من قوله : «أهجر أو يهجر أو هجر» التي رواها غير الزهري .
والكلّ في البخاري ومسلم : ففي البخاري ۲ بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس (رضي الله عنهما) أنّه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثمّ بكى حتّى خضبت دمعه الحصباء فقال : اشتدّ برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وجعه يوم الخميس فقال : ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا : هجر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم .
ومثله في البخاري ۳ بلفظ : فقالوا : ما له؟ أهجر؟ استفهموه .
وهذه الرواية عن سعيد بن جبير أيضاً . وهي في مسلم ۴ .

1.الصحيح ج۳ ص۷ باب الخروج في التجارة .

2.صحيح البخاري ج۴ ص۳۱ .

3.الصحيح ج۴ ص۶۶ .

4.صحيح مسلم ج۱۱ ص۹۳ .

صفحه از 229