قلت: حديث أبي إسحاق عن عليّ رضي اللَّهُ عنه يأتي عن قريب، ولفظه قال عليّ رضي اللَّهُ عنه ونظر إلى ابنه الحَسن فقال: «إنّ ابني هذا سيّد كما سمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل... يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي» فيكون محمّد بن عبد اللَّه.
وفيه ردّ على الشيعة حيث يقولون: المَهْدِيّ الموعود هو القائم المنتظر وهو محمّد بن الحسن العسكريّ.انتهى.
أقول: وفي هذا الكلام من الخُزُعْبلات ما لاينبغي الردُّ عليه؛ لأنّه مبنيٌّ على التخيُّلات، وتُرُّهات أهل الطرق العاميّة، ممّا يرتفعُ عن الحوم حوله أهلُ العلم والتقوى.
(2) وقال المنصورباللَّه الزيّديّ - بعد إيراده للأحاديث التي نقلها من كتابنا هذا، ما نصّه ۱ : ولابدّ من الكلام في ذلك على سبيل الاختصار:
( 1 ) أمّا أنّه من أهل بيته، وفي بعضها من ولد الحسن عليه السلام فقد كفى النصّ مؤونة التخريج والاستدلال؛ لأنّه لابرهان أفضل من كلام الرسول صلى الله عليه وآله ولاحجّة أقطع من قوله، وقد ورد من الأخبار بالمهديّ، مطلقةً ومقيّدةً بالاسم.
( 2 ) ولانعلم أحداً من رواة الحديث خاصّة أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم وعامّة العلماء رضي اللَّه عنهم ذكر المهديّ باسمه إلّا وسمّاه محمّد بن عبداللَّه، أو قال: محمّداً وقال: «يواطي اسمه اسمي » وفي آخره: «واسم أبيه اسم أبي».
( 3 ) ولمّا صعب الأمر على الإماميّة، وحصل منها من له تدقيقٌ ونظرٌ قال: إنّ الراوي غلط من «أبي» إلى «ابني» فأراد أن يقول: «واسم أبيه اسم ابني» - يعني الحسن؛ لأنّهم يقولون: إنّ الغائب المنتظر محمّد بن الحسن وهو المهدي عندهم - فقال «أبي» غلطاً.
1.لاحظ متن الكتاب الحديث ( ۱۶ ) وقد تناقله المؤلّفون فانظر الأرقام ( ) و ( )ومصادرها