وليس على المجلسي (رحمه الله)عتبٌ من أجل هذا ! مع وضوح منهجه وتصريحه في المقدّمة.
وليس هذا إلاّ كمن فهم من قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ما نظمه بقوله:
ما قال ربّك: ويلٌ للذي شربوا *** بل قال ربُّك: ويلٌ للمصلّينا!
فمَن المعاتَب والملوم ، إذن !؟
إنّ صاحب المشرعة لم يقتصر في تعدّيه على التراث الحديثي عامّةً ، ولا على المجلسي خاصّة ، بل تجاوز حتّى بلغ مثل ناسخ كتاب «تفسير العياشي» الذي قال في حقّه وهو يتحدّث عن رواية مسندة في الكتاب: «مروية عن تفسير العياشي :
وهي من النادرات فإنّها مسندة لم يحذف الناسخ الجاهل (!) أساميَ رواتها. المشرعة (2 / 6 ـ 447)
أقول: ما هو الذنب الذي ارتكبه كاتب تفسير العياشي كي يسمح صاحب المشرعة لنفسه أن يدعوه هكذا بـ «الجاهل» ؟ إنّه اختصر الكتاب لنفسه ، ولغرض في نفسه ، ولم يقصد الإساءة بالكتاب ولا بأحد ؟ وإذا قدّر أنّ الكتاب ضاع وفقد ، فما هو ذنب ذلك المختصِر لنفسه؟.
وكما يقول بعض المعاصرين: إنّ من اختصر كتاب «تفسير العياشي» لنفسه ، فحذف أسانيد الأحاديث ،هَلْ كان يعلم أنّ أصل تفسير العياشي سوف يُفقد في الحوادث التالية ، وتبقى نسخته المختصرة فقط ۱ ؟
فلماذا يُحاسب ويعاتَب ؟ وعلى شيء لم يسيئ فيه ؟!
إلاّ أن نرى من واجبه استنساخ الكتاب كلّه دون اختصار ، وعدم جواز
1.(بيست مجلس پيرامون عهد نامه «مالك اشتر») رضا استادي ، چاپ اول ، تهران ، دار الكتب الإسلامية ۱۳۷۹هـ ش (ص۷۹).