الأخبار في مناقب امام الأبرار علي بن أبي طالب وصيّ المختار و علي الائمة من ذريّته الأطهار، و صنّف کتاباً آخر و سمّه بـ : مستدرک المختار في مناقب المختار، استخرجه من مسانيد الصحاح المؤلفة. تکلّم علي الأحاديث و معاني الايات و فصّله فُصُولا، و أضاف الي ذلک مقطّعات حساناً من شعره في مدح الامام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و سلامه. و کان شاعراً أديباً، و هو والد أبي الحسن عليّ بن يحيي بن الحسن بن البطريق الذي مرّ شعره متقدماً في مکانه.
و من شعره ما أنشدني الشريف النقيب الاجل العالم السيد الأطهر جمال آل رسول الله( فخرالدين أبوالوفا عبيدالله بن علي بن زيد بن محمد بن عبيدالله الحسيني الموصلي بها(قال: قريء عليّ يحيي بن الحسن الأسدي لنفسه و أنا أسمع في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب کرم الله وجهه:
اذا حرّفوا نصّاً عليک محبَّرا
فهل حرّفوا ما في الکتاب المنزّل
و اني سأبدي فيک ما نَبَذا العدا
بظَهر من الوحي العزيز المرتّل
و من مُسنّد الاثار عن سيّد الوري
نبيّ الهدي المنعوت بالمتزمّل
أبا حسن انّي اليک ممسّک
و بعد اله العرش أنت معوّلي۱
38. يحيي بن حميد بن ظافر بن علي بن الحسين بن علي بن القائد أبي علي يعرف بمؤيد الحق بن صالح بن علي .... بن صخر بن الحارث بن الخزرج... بن قحطان، ابوزکريا بن أبي طي الازدي
من أهل حلب، هکذا کتب نسبه من خطّ يده. کانت ولادته سنة 575ق. و تُوُفّي بها يوم الأحد الحادي و العشرين من جُمادي الأولي سنة 627 ق. و کان أبوه نجّارا و کذلک جدّه و اشتغل أبوزکريا بصنعة النجارة مع أبيه برهة من الزمان، ثم ترکها و حفظ القرآن العزيز و تعلّم الکتابة و مال الي طلب العلم و الأدب، و لقي العلماء و جالس الفضلاء، فقرأ فقه الامامية علي أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني. و قرأ الخلاف علي أبي الثناء محمود بن طارق الحلبي الفقيه الحنفيّ. ثم انتقل الي تعليم الصبيان و اِقراء القرآن الکريم. فلزم ذلک الي سنة 597ق. ثم جذبه الوزير نظام الدين أبوالمؤيد محمد بن الحسين الطغرائي وزير الدولة الظاهرية يومئذ الي تعليم ولده فلزمه الي سنة 600 ق.
ثم ترفع عن ذلک و لزم بيته و طلب مشايخ الأدب، فقرأ علي أبي محمد القاسم بن القاسم الواسطي، و أبي البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي الحلبي... ثم عمل الشعر و صار أحد شعراء دولة الملک الظاهر غياث الدين غازي بن يوسف بن ايوب، و ارتفعت منزلته عنده و ولاه نقابة الفتيان في سنة 607 ق فکان نقيب حضرته.
ثم أحبّ التصنيف و صنف کتاب في التواريخ و تفسير القرآن الکريم و الآداب و الفقه و الاصول کثيرة منها: التاريخ الکبير و سمّه بـ : معادن الذهب في تاريخ حلب، و هو کتاب جمع فيه أخبار الملوک و العلماء، و احتوي علي أخبار الشام التي لايوجد مجموعه في کتاب قديم و لا حديث. و ابتدأ به من أوّل
1.ج۷، ص۲۱۹ـ۲۲۱ و ابيات آخر في الصفحة: ۲۲۱ـ۲۲۲.