وسيلة النجاة في شرح دعاء السمات - صفحه 370

قال بعضهم: إنّ الحاجة إن كان هلاك العدوّ ونحوه ينبغي تمجيده بصفات الجلال أكثر من صفات الجمال براعة الاستهلال؛ فإنّه أوقع في القبول.
أقول: وذلك لأنّ كلّ ما يختصّ بالقهر من الصفات الإلهيّة والأسماء الربانيّة يُسمّى بالجلال، إلاّ أنّه لا بدّ من أخذ صفات الجمال في الدعاء أيضاً تحصيلاً للقهر على الداعي.
ثمّ قال: وأمّا إن كانت الحاجة مرغوباً فينبغي أن يقتصر على صفات الجمال بما يناسب مطلوبه.
أقول: وذلك لأنّ كلّ ما يختصّ باللطف والرحمة تسمّى بالجمال، والأوّل يعطي القبض والخشية والتقى والورع، والثاني يعطي البسط والرجاء والاُنس واللطف والرحمة، وبالجملة لاينبغي خلوّ الدعاء عن صفات الجمال؛ لأنّ اللّه جميل يحبّ الجمال.
الّذي إذا دُعيتَ بِهِ: الموصول مع صلته صفة كاشفة للاسم الأعظم، أي متى صرتَ مدعوّاً بذلك الاسم، ودعوت اللّه إذا ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت في ما عنده من الخير، يقال: «دعا» / 15 / أي استغاث، و«إذا» بمعنى متى أو زائدة، وأصله للاستقبال، وإدخاله على الماضي للدلالة على الوقت المجرّد كقولك: «قم إذا احمرّ البسر» أي وقت احمراره. ويمكن أن يكون بمعنى الماضي؛ للدلالة على ما صدر من الأنبياء والصالحين وكشف اللّه الضرّ عنهم مثل أيّوب ويونس عليهماالسلام، وربّما يشعر به ظاهر ما بعده.
وقيل: «إذا» هنا تصريح بقطع الحكم في اعتقاد المتكلّم؛ لأنّها موضوعة لزمان من أزمنة المستقبل مختصُّ بوقوع حدث فيه جزماً في اعتقاد المتكلّم، ومِن ثمّة لم يرسخ فيها الشرطية، بل الشرطية فيها على شرف الزوال.
واعلم أنّه ليس الغرض من الدعوة أن يدعوه الخلق به بخصوصه؛ لأنّهم لايعلمونه، بل لأغراض اُخر؛ منها أن يدعوه بها مجملاً في هذا الدعاء وغيره ويتحصّل من الدعاء به كذلك من أنواع المطالب، ولذلك لم يُصرّح بالمُعيّن؛ ليشتمل التوسّل

صفحه از 448