الكفاية في علم الدرايه - صفحه 306

ومن التصحيف في المعنى ما سمعتُ من بعض من يتصدّى لنقل الأخبار في قول النبيّ صلى الله عليه و آله فيما روي عنه : «من سمع غياث مسلمٍ فلم يجبه فليس بمسلم» من تفسيره المسلم ، بمسلم بن عقيل ابن أبي طالب .
فائدة : عِلم التصحيف فنٌّ جليل يحتاج إلى كثرة التتبّع ، ومزيدِ الاطّلاع ، ومراعاة قوانين اللغة ، والإحاطة بالصحف المدوّنة فيها وفي الرجال ؛ فإنّ الخطأ فيه مشهور والبليّة فيه عامّة ، وربّما يؤدّى التصحيف في المتن إلى الخطإ في الفتوى من وجوهٍ عديدة ، فلا بدّ لِمَن يحوم حولها من التحرّي والتحرّز ؛ فإنّي قد سمعت من أكثر أهل العلم الذين رأيناهم تصحيفات في الرجال ، حتّى أنّه ربما اشتهر بينهم في خصوصيات الموارد تصحيفات أثبتوها في كتبهم ولفظوها في ألسنتهم ، كعرفة البارقي ؛ فإنّ أكثر الناس يصحّفونه بعروة ، بل في جملة من الصحف ؛ ذلك مع أنّ العلماء أثبتوه بالفاء دون الواو .
وكحُصين بن أسامة بن زهير بن دريد التميمي (بالصاد المهملة مصغّراً) ابن تميم (بالتاء المنقّطة من فوق نقطتين ، بعدها ميمان بينهما ياء منقّطة تحتها نقطتان) الأسدي ـ لعنه اللّه ـ بحَصين (على وزن شريف) ابن نمير مصغّر نمر بالنون .
الرابع عشر : المسلسل ، وهو كلّ حديث تتابعت رجال سنده على صفة واحدة وهو على أقسام:
الأوّل : المسلسل بالقول ، وهو أنحاءٌ:
ومنها : المسلسل بالتهليل ، كقولك : حدّثني خالد وهو يقول : لا إله إلاّ اللّه ، قال : حدّثني بكير وهو يقول : لا إله إلاّ اللّه ، وهكذا ...
ومنها : المسلسل بالسماع ، كقولك : سمعت عمرواً يقول : سمعت بكراً .. . إلخ
ومنها : المسلسل بالحلف ، كقولك : أخبرني زيد واللّهِ ، قال : حدّثني عمرو

صفحه از 400