[ 27 ]
الحمد للّه تعالى المفتتح كتابه الشريف بحمده ، والبالغ في حميد الأوصاف ما لا يبلغه مخلوق بجده ، والصلاة والسلام على أفصح من نطق بالضاد بين قريش وبني سعد ، وآله المجلبين الفصحاء وراء ظهورها حجازيها وقاطبي نجد .
وبعد ، فقد قرأ عليَّ الأخ الأعزّ الفاضل شمس سماء العوارف والفضائل ، المتوشّح بأردية الانزواء في زوايا الخمول وإن لم يكن له مماثل ، المولى الأجلّ الفائق محمّد صادق الرازي ـ أصلح اللّه تعالى أحواله وبلّغه من الخيرات آماله ـ الكتاب الشريف الموصوف بأنّه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب إمام المغارب والمشارق ، مع شرحه الفائق أقرانه في حميد الأوصاف العالم الرباني الشيخ ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني قراءة منبئ عن مبانيه ، ومفصح عن معانيه ، وأفاد في أثنائها من استفاد ، وأحسن المداقّة وأجاد ، فأجزت له روايتهما بطريقي الواصلة إلى مهذِّب نهج سبيل الحقّ الإمام المعصوم عليّ بن أبي طالب عليه وآله من الصلوات أفضلها ومن التحيّات الفاضلة أكملها ، وإلى المتشرّف بخوض هذه اللجّة الغامرة والمقتطف من أنوار أزهارها أزاهيرها المؤنقة الزاهرة ، الشارح المشار إليه قدس اللّه تعالى نفسه النفيسه في رياض حدائق الجنان مختفسا ومرتشفا الأتراب العرب الحسان ، حسبما نقلت وبينت في مظانّها ، مُشترطا عليه ما شرط عليَّ من حسن الرعاية في الرواية والدراية ، وكان ذلك في شهر ربيع الثاني أحد شهور السنة 1091 الحادية والتسعين وألف .
وكتب مخلصه العبد المذنب الجاني صالح بن عبد الكريم بن حسن بن صالح بن أحمد بن إبراهيم بن كمال الدين البحراني الكرزكاني ، ملتمسا منه أيّده اللّه الدعاء في أوقاته وخلواته كما أنا كذلك ، وللّه الحمد وحده ، وصلّى اللّه على محمّد وآله الطاهرين وسلّم .