(يَا عَالِما لاَ يُعَلَّمُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ) الصلاة: العطف والرحمة، وآل محمّد: أهل بيته الطاهرة وذريّته الطيبة، الذين ما من ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا صدّيق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دنيّ ولا فاضل ولا مؤمن صالح ولا فاجرٌ طالح ولا جبّار عنيد ولا شيطان مريد ولا خلق فيما بين ذلك شهيد، إلاّ عرّفه اللّه جلالة أمرهم وكبر شأنهم وتمام نورهم وصدق مقاعدهم.
والنزاع في أنّ فائدة الصلاة عليهم يعود إليهم أم إلى المصلّي، بالنظر إلى أنّ اللّه قد أعطاهم من علوّ الدرجة وارتفاع المنزلة والشرف والكمال والعزّة والجلال ما لا يتصوّر لممكن، ولا يمكن فوق ذلك معروف.
وقد رفعه وجمع بين القولين الحكيم السبزواري بقوله: «لمّا كانت أمّة المرحومة كأوراق وأغصان من شجر طوبى وُجودِهم المقدّس، كان العود الى المصلّي عودا إليهم وبالعكس، إذ الأوراق من صقع الشجر فضلاً عن الأغصان». انتهى.
ويمكن الجمع بوجه آخر هو أنّهم سبب وجود الناس طرّا ومقوّمهم، فيكونون أنفسهم كما اُومي إليه سابقا، ولهذه الدرجة والإحاطة حيث يستصرخ الأنبياء يوم القيامة بقولهم: «وا نفسي»، ويقول هو صلى الله عليه و آله : «وا أمّتي» ۱ .
قوله عليه السلام : (وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ) من الفضل والعفو والرحمة (وَصَلَّى اللّهُ... الخ) ختم الدعاء بالصلاة على مستحقّه ليكون سببا لنجاح طلبته وموجبا لقضاء حاجته، كما ورد عنهم: «إنّ كلّ دعاء محجوبٌ عن السماء حتّى يصلّى على محمّد وآله» ۲ .
قد تمّ ما أفاده وعلّقه . عليه الرحمة . على دعائه عليه السلام وأسقطنا منه نبذا يسيرا ممّا هو قليل الفائدة حذرا من الإطناب، واللّه الموفّق .
فهرست
1.مرت الإشارة إلى مصدره (سنن الترمذي ۴ : ۶۲۲ باب ۱۰) .
2.بحارالأنوار ۹۱:۵۷/۳۵ عن ثواب الأعمال ، وص ۶۵ عن جامع الأخبار.