شرح دعاي كميل - صفحه 229

والمراد بشرب الخمر شرب كلّ مسكر يخمر العقل ويستره سواء اتّخذ من العنب والتمر، أو العسل والحنطة والشعير، أو الذرّة، أو غير ذلك حتى الحشيشة والبنج.
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ) النقم: جمع النقمة، وهي ضدّ النعمة، ويعبّر عنها بالعقوبة والخيبة والخسران. والذنوب التي تنزلها على ما روي عن الصادق عليه السلام «هي العصيان، والاستهزاء بالناس، والسخرية منهم» ۱ .
وفي الوافي عنه عليه السلام : «إنّ الذنوب التي تُنزل النِقم: الظلم». والمراد بالظلم منع كلّ ذي حقٍّ حقّه، سواءً كان إنسانا أو حيوانا أو نباتا أو جمادا، وسواء كان في حقّ نفسه أو غيره، في دين أو دنيا، ومن المعلوم أنّ المظلوم كلّما كان أشرف كان الظلم أقبح وأشدّ. ۲
قوله عليه السلام : (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ) النعمة في الأصل الحالة التي يستلذّ بها الإنسان من النَّعمة بالفتح وهي اللين، ثمّ أطلقت لغة على ما يستلذّ بها الإنسان من طيبات الدنيا، «وإن تعدّوا نعمة اللّه لا تحصوها».۳
والذنوب التي تغيّرها على ما روي عن أبي عبداللّه عليه السلام : «البغي على الناس، والردّ على العالم، وكفران النعمة والشرك باللّه » ۴ .
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَالذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ) قد مضى معنى الدعاء،وحبسُ الدعاء ردّها وعدم إجابتها، والذنوب الموجبة لذلك على ما روي عن الصادق عليه السلام : «سوء النية

1.المصدر : ۲۷۰. وفيه: «والذنوب التي تنزل النقم: عصيان العارف بالبغي والتطاول على الناس والاستهزاء بهم والسخرية منهم».

2.الوافي ۵ : ۱۰۳۹/۳۵۴۸ . ۱، عن الكافي ۲:۴۴۲: ورواه الصدوق في معاني الأخبار: ۲۶۹/۱.

3.ابراهيم (۱۴) : ۳۴ .

4.معاني الأخبار: ۲۷۰/۲. باب معنى الذنوب... «الذنوب التي تغيّر النعم: البغي على الناس والزوال عن العادة في الخير، واصطناع المعروف. وكفران النعمة وترك الشكر» عن زين العابدين عليه السلام .

صفحه از 264