شرح دعاي كميل - صفحه 228

الرابعة، ثمّ إلى السماء الثالثة، ثمّ إلى السماء الثانية، ثمّ إلى السماء الدنيا، فبقي نوره في سماء الدنيا إلى أن أراد اللّه أن يخلق آدم عليه السلام ۱ .
وهذا خبر شريف أوردته هنا بطوله، وخرجت بذلك عن طور هذا الشرح تكميلاً للمعرفة وتتميما للنعمة، فاضبطه وكن من الشاكرين.
وبعد ما دعى عليه السلام ربّه الأعلى بصفاته العليا، ونادى بأسمائه الحسنى استغرق في بحار كماله، واستشرق بأنوار جلاله، فكرّر النداء بوجهٍ لا يشاهد إلاّ جماله، ولا يطالع إلاّ جلاله فقال عليه السلام :
(يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ) قد عرفت النور بأنّه الظاهر بنفسه المظهر لغيره. والقدوس مبالغة في القدس، وهو البراءة والنزاهة من العيب والنقص، تعالى شأنه.
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي) وأصل الغفر الستر والتغطية، والمراد هنا: الصفح والتجاوز. والذنوب جمع الذنب وهو الخطيئة ، والجريمة والمعصية بمعنى، وهو ما يخالف حكم العقل والشرع فعلاً أو تركا.
قوله عليه السلام (تَهْتِكُ الْعِصَمَ) والعصمة : المنع، والمراد بها هنا : إمّا منع نزول المكروه ورفع ما يدفع العقاب، وفتح باب الخسران والخذلان، وإيجاب الفضاحة والفظاعة في الدنيا والآخرة.
والذنوب التي توجب ذلك على ما روي عن الصادق عليه السلام : «شرب الخمر، واللعب، والقمار، وفعل ما يضحك الناس من اللهو، وذكر عيوب الناس، ومجالسة أهل الريب» ۲ هكذا في مجمع البحرين.

1.بحارالأنوار ۱۵ : ۲۷/۴۸ و ۵۴ : ۱۹۸/۱۴۵، عن كتاب الأنوار لأستاد الشهيد الثاني طاب ثراه.

2.معانى الأخبار: ۲۷۱/۲، باب معنى الذنوب... وفيه: «والذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر، واللعب بالقمار، وتعاطي مايضحك الناس من اللغو والمزاح، وذكر عيوب الناس، ومجالسة أهل الريب.» أبا خالد الكابلي يقول: سمعت زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام . وانظر مجمع البحرين ۶ : ۱۱۶. (عصم).

صفحه از 264