الفوائد الرجالية - صفحه 324

هذا ، مع أنّه قد يقال : إنّه ذكر الصدوق في كتاب التوحيد في باب أنّ اللّه عز و جل لا يُعرف إلاّ به : «حدّثنا علي بن أحمد قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى . . . » .
وللقول الثالث أنّ الصدوق يروي عن الكليني بواسطة ، وعن البرمكي بواسطتين ، فيظهر بحسب الطبقة أنّه ذلك ، وأنّ الكشّي المعاصر للكليني يروي عن البرمكي تارة بواسطة واُخرى بدونها .
فالظاهر أنّ مَن روى الكليني [عنه] هو البرمكي ، وأنّ محمّد بن جعفر / 40 / الأسدي المعروف بأبي عبد اللّه كان معاصراً للبرمكي ، وتوفّي قبل وفاة الكليني بقريب من ستّة عشر سنة ۱ فيقرب زمانُ الكليني من زمان البرمكي جدّاً ، وأنّ البرمكي رازيٌّ كالكليني ، فالظاهر كون من روى عنه الكليني هو البرمكي .
وفي الكلّ نظر :
أمّا الأوّل : فلأنّ غاية ما يلزم منه احتمال كونه البرمكي ؛ نظراً إلى مساعدة الطبقة ، وبه يرفع استبعاد كونه ذلك ، ولا يلزم من رفع الاستبعاد التعيين ؛ لجواز أن يكون معه في تلك الطبقة من يشاركه في الاسم المذكور كما هو الواقع .
وأمّا الثاني : فإنّ الأدلّة التي ذكرناها سابقاً على كونه محمّد بن إسماعيل النيسابوري أقوى من هذا الوجه الدالّ على كونه ابن بزيع كما لا يخفى .
وبهذا الوجه ينقدح السابق واللاحق كما لا يخفى .
وقد يجاب عنه تارةً بعدم الدليل على لزوم اشتراك المعاصرين في المروي عنه ؛ لجواز أن يكون أحدهما مدركاً لشخص ؛ لعدم عهده في الجملة أو لشيء آخر فيروي عنه تارة من غير واسطة وتارة معها بخلاف الآخر ؛ فإنّه لعدم إدراكه إيّاه لا يروي إلاّ مع الواسطة .
واُخرى ـ بعد تسليم مقارنة زمان المتعاصرين وعدم تقدّم أحدهما على الآخر في الجملة ـ نّه لا يعيّن أن يكون محمّد بن إسماعيل الذي يروي عن الفضل هو ذلك .

1.رجال النجاشي ، ص۳۷۳ ، رقم ۱۰۲۰ .

صفحه از 490