من كون هذا الّذي صدر منه وحلّ في صدره معصية وسوء أدب بالنّسبة إلى ما كان عليه من شدّة ولائه للإمام وشدّة توقير الإمام له وعدِّه من خواصّ أصحابه ؛ كما يظهر من سياق تقريره لما صدر منه من الندامة .
وعلى فرض كونه معصية لا يكون قدحاً في اعتقاده ، بل لم يظهر منه كونه من الكبائر القادحة في عدله ووثاقته ، وعلى فرض كونه من الكبائر فاستغفاره على الوجه الّذي قرّره توبة منه ، فصار به عدلاً ، وعاد إلى ما كان عليه من الوثاقة والعدالة ، فلا حاجة إلى التوجيه الّذي ذكره هذا الموجّه لصحّة أحاديثه أو اعتبارها .
ثمّ الظّاهر أنّ الرّجلين الأخيرين اللّذين ذكر هذه الكنية لهما فأحدهما ـ وهو يوسف بن الحارث ـ وإن كان بترّياً فاسد العقيدة كما قاله الشّيخ رحمه الله في الرّجال ۱ ، والآخر ـ وهو عبداللّه بن محمّد الأسدي ـ مجهول الحال ۲ ، إلاّ أنّهما بالنّظر إلى كونهما قليل الرّواية وأنّه لم يعرف لهما شأن في أصحاب الأئمّة عليهم السلام لا ينصرف المطلق من ذاك العنوان إلى أحدهما ، وإنّما ينصرف إلى أحد هذين الثقتين الجليلين اللّذين عرفت حالهما ، مع أنّ الغالب /59/ أنّهما يتميّزان عن الآخرين الضّعيفين بالرّاوي عنهما كما حقّق في تمييز المشتركات .
وهذا آخر ما أردنا وأوردنا في تحقيق حال من كنّي بهذه الكنية ، واتّضح الأمر غاية الاتّضاح ، و « الحمد للّه الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه » ، والحمد للّه أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً .
وقد فرغ من تسويد هذه الرسالة مؤلّفها الفقير محمّد هاشم بن المرحوم المبرور الأمير زين العابدين الموسوي الخونساري الأصفهاني ـ عفى اللّه عنهما ـ في بعض حدود السّنة السّادسة من العشر الثاني بعد ثلاثمائة وألف من الهجرة النّبويّة على صادعها ألف سلام و تحيّة .
فهرست
1.رجال الطوسي ، ص ۱۴۱ ، رقم ۱۷ .
2.رجال الطوسي ، ص ۱۲۹ ، رقم ۲۶ .