الرضا عليه السلام وإلاّ لم يتّفقوا على واقفيّته ، فوفاته لا يمكن أن يكون في زمان أبيالحسن الأوّل عليه السلام ؛ فالمراد بأبي الحسن في هذا الخبر أبوالحسن الرضا عليه السلام ، ولا ينافيه قوله عليه السلام : «كان جعفر يقول» ؛ فإنّ مثله شائع مع عدم الملاقاة كقول أبي جعفر الثاني عليه السلام : كان أبو جعفر عليه السلام يقول : المتمتّع بالعمرة إلى الحجّ أفضل من المفرد السائق للهدي . وكان يقول : ليس يدخل الحاجّ بشيء أفضل من المتعة ۱ . وعلى هذا يكون هذا الخبر أيضاً ظاهراً في بقاء الحذّاء بعد أبي بصير ـ كما لا يخفى ـ فلا يمكن اتّحادهما .
وعن غيبة الشيخ ما صورته : عليّ بن أحمد الموسوي ۲ عن إبراهيم بن محمّد بن حمران ، عن يحيى بن القاسم الحذّاء وغيره ، عن جميل بن صالح ، عن داوود بن زربي قال : بعث إليّ العبد الصالح عليه السلام وهو في الحبس فقال : ائت هذا الرجل ـ يعني يحيى بن خالد ـ فقل له : يقول لك /100/ أبو فلان : ما حملك على ما صنعت ؟ أخرجتني من بلادي وفرّقت بيني وبين عيالي ! فأتيته فأخبرته ، فقال : زبيدة طالق وعليه أغلظ الأيمان ، لوددت أنّه غرم الساعة ألفي ألف وأنت خرجت ، فرجعت إليه فأبلغته ، فقال : ارجع إليه فقل له : يقول لك : واللّه لتخرجنّي أو لأخرجنّ ۳ .
وفيه أيضاً دلالة على ذلك ، ووجهها أنّه عليه السلام إنّما حُبس مرّتين ليس إلاّ كما هو المذكور في كتب الأصحاب وغيرهم ، وحبْسه الأوّل كان بأمر المهدي ـ لعنه اللّه ـ وفي زمنه ، ومن بدو أزمنة إمامته عليه السلام وهو شهر شوّال من سنة ثمان وأربعين ومئة إلى بدو زمن غصب محمّد المهدي للخلافة عشر سنين كما هذا أيضاً ظاهر من كتب السير والتواريخ ۴ ، وعلى هذا لابدّ أن يكون الحذّاء ممّن عاش إلى سنة ثمان وخمسين ومئة ، بل وبعدها أيضاً كما هو ظاهر ، فكيف يكون أبابصير المتوفّى في سنة خمسين ومئة .
ويظهر من الشيخ أيضاً فساد ذلك التوهّم حيث قال في كتاب رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام : يحيى بن القاسم الحذّاء واقفيّ ، يوسف بن يعقوب واقفيّ ، يحيى بن أبي
1.لاحظ : الكافي ، ج۴ ، ص۲۹۱ ، ح۵ ، وص ۲۹۲ ، ح ۱۱ .
2.لم ترد في المصدر اسم هذا الراوي .
3.الغيبة للطوسي ، ص۵۱ ، ح۳۹ .
4.انظر : تاريخ بغداد ، ج۱۳ ، ص۳۰ ـ ۳۱ ؛ وفيات الأعيان ، ج۴ ، ص۴۹۳ ؛ مناقب ابن شهر آشوب ، ج۲ ، ص۲۶۴ .