رسالة عديمة النظير في أحوال أبي بصير - صفحه 332

فليطعم ثلاثين مسكيناً . قلت : فإن لم يقدر على ما يتصدّق به ؟ قال : فليصم تسعة أيّام . قلت : فإن أصاب ظبياً ما عليه ؟ قال : عليه شاة . قلت : فإن لم يجد ؟ قال : فعليه إطعام عشرة مساكين . قلت : فإن لم يجد ما يتصدّق به ؟ قال : فعليه صيام ثلاثة أيّام ۱ .
وروى في الكافي بإسناده عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير نحوها إلاّ أنّه زيد فيه بعد قوله عليه السلام : فليصم ثمانية عشر يوماً ، والصدقة مدّ على كلّ مسكين ۲ .
وعليّ بن أبي حمزة ممّن روى عن أبي بصير يحيى ، فإنّه كان قائداً له وممّن روى كتابه كما ستعرف ذلك .
فإن قيل : إنّه مشترك بين الثمالي الثقة والبطائني الضعيف ، وما ذكرته إنّما يصحّ فيما إذا كان المراد به الثاني دون الأوّل ولا قرينة على ذلك ، بل القرينة قائمة على إرادة الأوّل ؛ فإنّ الراوي عنه في طريق الصدوق إلى أبي بصير ابن أبي عمير ، ومن المعلوم أنّه لا يروي عن البطائني الواقفي الضعيف الّذي هو أحد عمد الواقفة وأشدّ الخلق عداوةً للرضا عليه السلام ، ولعنه ابن الغضائري وقال : إنّه أصل الوقف ۳ ، وقال أبوالحسن عليّ الحسن بن فضّال : إنّه كذّاب متّهم ۴ ؛ فإنّه وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمّد بن أبي نصر على ما يظهر من الشيخ في العدّة ممّن لا يروون ولا يرسلون إلاّ عمّن يوثق به ۵ .
وقال المحقّق البهائي رحمه الله في مشرق الشمسين :
المستفاد من تصفّح كتب علمائنا المؤلّفة في السير والجرح والتعديل أنّ أصحابنا الإماميّة كان اجتنابهم لمن ۶ كان من الشيعة على الحقّ أوّلاً ، ثمّ أنكر إمامة بعض الأئمّة عليهم السلام في أقصى المراتب ، بل ۷ كانوا يحترزون عن مجالستهم والتكلّم معهم فضلاً عن أخذ الحديث عنهم ، بل

1.من لا يحضره الفقيه ، ج۲ ، ص۳۶۵ ، ح۲۷۲۵ .

2.الكافي ، ج۴ ، ص۳۸۵ ، باب كفارات ما أصاب المحرم من الوحش .

3.انظر : خلاصة الأقوال ، ص۲۳۱ و۲۳۲ ؛ جامع الرواة ، ج۱ ، ص۵۴۷ ؛ معجم رجال الحديث ، ج۱۲ ، ص۲۳۵ .

4.انظر : اختيار معرفة الرجال ، ج۲ ، ص۷۰۵ ؛ التحرير الطاووسي ، ص۲۳۰ ؛ جامع الرواة ، ج۱ ، ص۵۴۷ ؛ معجم رجال الحديث ، ج۱۲ ، ص۲۳۷ و ۲۳۹ و ۲۴۵ .

5.عدة الاُصول ، ج۱ ، ص۳۸۶ .

6.في المصدر : اجتنابهم عن مخالطة من .

7.في المصدر : و .

صفحه از 446