رسالة عديمة النظير في أحوال أبي بصير - صفحه 320

أوّل إمام أدركه مع طول مدّة إمامته وقابليّته في نفسه لأن يروي عنه في أوائل زمن إمامته عليه السلام ، فلمّا لم يرو عنه عليه السلام ـ على ما قاله الشيخ ـ كان الظاهر /42/ أنّه لم يكن في ذلك الوقت قابلاً لذلك ، وما يوجد في بعض الروايات عن رواية ابن أبي عمير عن الصادق عليه السلامأو عن زرارة وأضرابه ممّن قضى نحبه عام وفاته أو قبل ذلك فهي إمّا ممّا صحّف فيه بوضعه مكان ابن أبي عمرو المتطبّب ۱ وإمّا ممّا سقطت الواسطة فيه بينه وبين من روى عنه كما يظهر مكرّراً بالتتبّع ومراجعة سائر كتب الأخبار في تلك الأبواب ، ويحتمل أيضاً أن يكون ابن أبي عمير ذاك رجلاً آخر مجهولاً ، فظهر أنّ أبابصير في تلك الرواية ليث بن البختري المرادي وثبت كونه ضريراً .
قلت : ما ذكرته وإن كان من محتملات الرواية على ما في الكافي ، إلاّ أنّ في البصائر : قال عليّ : فحدّثت ابن أبي عمير بهذا . . . ۲ إلى آخر ما مرّ ، فظهر أنّ «فحدّثت ابن أبيعمير» ليس من كلام أبي بصير بل كلام عليّ بن الحكم تلميذ ابن أبيعمير ۳ ، هذا ـ مضافاً إلى ما ذكرته ـ فيه ما فيه ، وسنشير إليه في المبحث العاشر من الفصل الآتي .
وأمّا الثانية فلأنّ في الخلاصة :
وروى عليّ بن أحمد العقيقي عن أبيه عن أيّوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن شعيب بن أعين عن أبي بصير أنّ الباقر عليه السلام ۴ ضمن لعلباء بن دراع الجنّة ، وليس شعيب أخا بكير وزرارة ۵ ، انتهى .
وروى الكشي في ترجمة علباء بن دراع الأسدي بإسناده المتقدّم ۶ من دون قوله : وعبداللّه بن محمّد الأسدي عن أبي بصير ، قال : حضرت ـ يعني علباء الأسدي ـ عند موته فقال لي : إنّ أبا جعفر عليه السلام قد ضمن لي الجنّة فاذكره ذلك . قال : فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فقال : حضرتَ علباء عند موته ؟ قال : قلت : نعم ، وأخبرَني أنّك ضمت له

1.انظر : جامع الرواة ، ج۲ ، ص۴۰۷ .

2.بصائر الدرجات ، ص۲۶۹ ، باب في الأئمة عليهم السلام أنّهم يحيون الموتى ويبرئون الأكمه والأبرص بإذن اللّه .

3.في المخطوطة : بل كلام تلميذه علي بن الحكم .

4.في المصدر : الصادق عليه السلام .

5.خلاصة الأقوال ، ص۱۳۰ ، رقم ۱۰ .

6.من هنا سقطت من المخطوطة صفحة واحدة .

صفحه از 446