المخالفون أنّ أبا بصير ممّن يشكو أصحابه عليه السلام وأنّه ليس منهم لكي يسلم من شرّهم من باب كسر خضر النبيّ عليه السلام السفينة حتّى لا يغصبه الملك .
وعن الثانية أنّها غير نقيّ السند لوجود الحسين بن مختار فيه وهو واقفيّ ـ على ما ذكره الشيخ وابن طاووس والعلاّمة ۱ ـ وأنّ ما صدر عنه لم يكن كبيرة تزول بها العدالة .
ثمّ في رواية حفص البختري المحكية عن بعض الكتب أنّه عليه السلام قال لأبي بصير : أبلغها السلام فقل : أبو جعفر يقرئكِ السلام ويقول : زوّجي نفسك من أبي بصير . قال : فأتيتها فأخبرتها ، فقالت : اللّه ، لقد قال لك أبو جعفر هذا ؟ فحلفت لها ، فزوّجت نفسها منّي ۲ .
وعن الثالثة أنّها حسنة فلا يقاوم الصحيح وغيرها المعتضدة بالشهرة ، /27/ ولعلّ غرضه التعريض بالبوّاب ، أو أنّ الطبق بمعنى الجماعة على ما ذكره الجوهري ۳ أو بمعنى الحال على ما حكي عن مجمل اللغة ۴ . وقال ابن الأثير : وقيل : الطبق : المنزلة ۵ ؛ فمعنى كلام أبي بصير : لو كان معنا طبق موضوع عليه شيء من الهدايا للبوّاب لاستأذن فيؤذن لنا ، أو لو كان معنا جماعة من الناس لأذن لنا ، أو لو كان لنا حال أو منزلة عنده لأذن لنا .
ثمّ ظاهر هذه الرواية مضافاً إلى ما سيجيء أنّ أبا بصير المذكور فيه هو يحيى المكفوف على ما يشهد به شغر الكلب في وجهه وقوله : اُف اُف ما هذا ، فتأمّل . وأيضاً حمّاد الناب ممّن روى عن أبي بصير ما رواه بعينه عليّ بن أبي حمزة من أبي بصير ، وذهب المحقّقون إلى أنّ رواية علي بن أبيحمزة عن أبي بصير قرينة على أنّه هو يحيى المكفوف ، والحسين بن مختار أيضاً قد روى عن أبي بصير المكفوف كما ستقف عليها . وقدوم أبي بصير على أبي جعفر عليه السلام أيضاً قرينة على كونه يحيى كما سنشير إليه ، هذا .
1.رجال الطوسي ، ص۳۴۶ ؛ رجال العلاّمة الحلي ، ص۲۱۵ ؛ التحرير الطاووسي ، ص۴۴۸ .
2.مناقب ابن شهر آشوب ، ج۳ ، ص۳۱۶ ؛ وانظر : بحار الأنوار ، ج۴۲ ، ص۲۵۸ .
3.قال : ويقال : أتانا طَبَقٌ من الناس ، وطَبَقٌ من الجراد ، أي جماعةٌ . الصحاح ، ج۴ ، ص۱۵۱۱ .
4.مجمل اللغة ، ج۲ ، ص۵۹۲ .
5.النهاية في غريب الحديث ، ج۳ ، ص۱۱۴ .