كاشف النكات في شرح الكلمات - صفحه 300

أثقل من الجبال ۱ ؛ فترك هذه الصفة أسهل من ارتكابها و استحقاق عقابها ، فهذا الكلام في معنى النهي عنها ؛ تدبّر .

الكلمة العشرون ، قوله عليه السلام : لا وفاءَ لِملُولٍ

«الوفاء» بالمدّ ، هو ارتكاب ما يلزمه الإنسان من النذور و العهود بينه و بين الخالق ، و البقاء على ما هو المتعارف المشروع من صلة الأرحام ۲ و القيام بحقوق الإخوان مطلقا ، سيّما في الوعد بينه و بين المخلوقين .
و «المَلول» بفتح أوّله ، فَعولٌ من الملالة ، و هي التكدّر الحاصل للإنسان بسبب مِن الأسباب ، قريب من الغمّ .
و منظور الإمام عليه السلام بهذا الكلام : أنّ من كانت به ملالة تمنعه من الشوق الّذي هو منشأ الوفاء ۳ ، لا وفاء له ما دامت هي فيه ؛ فهذا السلب سببه هذا الإثبات .
و تلخيصه : أنّه إذا كان بينك و بين أحد ملالة ، لاتتوقّع منه الوفاء و إن وعد ، لاستحالة اجتماع المتضادّين .
و علاجه المواساة له لتخرج [الملالة] من قلبه . و إن كانت الملالة من عند نفسه فعليه بقراءة آية «وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَـضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَـادَى فِى الظُّـلُمَـتِ أَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّــلِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ نَجَّيْنَـهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذَ لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ »۴ و قد جُرّب ذلك لذلك .
و في بعض النسخ : «لاوفاء لمُلوك» بضمّ الميم و الكاف .

1.بحارالأنوار ، ج۷۵ ، ص۱۹۴ ، ح۳ .

2.صله رحم عبارت است از رعايت كردن خويشان . منه

3.يعنى سبب بى وفائى او بودن ملالت است . منه

4.الأنبياء ، الآية ۸۷ و ۸۸ .

صفحه از 356
کلیدواژه