مناقب الفضلاء - صفحه 465

يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَـرُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَ يَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِى وَ اللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ » 1 .
وكان عامّة النّاس بميامن اقتباس أنوارهم والإستفاضة من قطرات بحارهم في أمن وإيمان وسلامة وإسلام ونعمة وإحسان وعافية مجلّلة ورزق طيب هنيء واسع من غير دافع ورافع ومانع ؛ كلّ ذلك من فضل اللّه المنّان عليهم ولطفه الخاص بين يديه 2 .
ولكنّ الإنسان لمّا كان من عادته الكفران لدى حصول الغنى والطغيان بعد أن رآه استغنى 3 فطفقوا يتناسون ما فضل اللّه عليهم من النّعم ، فلم يشكروه ولم يذكروه على ما عليهم أنعم بل غيّروا ما بأنفسهم حتى غيّر اللّه ما بهم من نعمه وغضب عليهم ؛ فبدّل نعمته بنقمة 4 ؛ فختم على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم واولئك هم الغافلون 5 ؛ فواعجبا لِمَ لم يقرؤوا قول اللّه عزّ وجل : «وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَــءِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَ قَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ» 6 .
فتغيّر ذلك الزمان وتنزل عاما فعاما إلى أن فشا الظلّم والفسوق والعصيان في

1.رجالٌ . . . حسابٍ / قرآن ، س ۲۴ ، ى ۳۷ و ۳۸ .

2.م بين يديهم / خ ل : لديهم .

3.الطغيان بعد أن رآه استغنى / نگرنده است به : « كَلاَّ إِنَّ الاْءِنسانَ لَيَطْغَى * أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَى »(قرآن . س ۹۶ ، ى ۶ و ۷) .

4.. . . بل غيّروا ما . . . / در سياق ، تا اندازه اى نگرنده است به دو عبارت از قرآن : س ۸ ، ى ۵۳ ؛ و س ۱۳ ، ى ۱۱ .

5.فختم على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم / در سياق ، نگرنده است به عباراتى از قرآن : س ۲ ، ى ۷ ؛ و س ۶ ، ى ۴۶ ؛ و س ۴۵ ، ى ۲۳ .

6.وضرب اللّه . . . يصنعون / قرآن س ۱۶ ، ى ۱۱۲ .

صفحه از 462