المكنون في حقائق الكلم النبوية - صفحه 313

اُنسه، وبواطن ملكوته، وأسرار جبروته.

۱۱۰.وقال النبيّ صلى الله عليه و سلم:للّه عزّوجلّ صفوةٌ من بريّته ، قسم لهم من حظوظ كلّ نفس ، هم مشرفون على هموم الخلائق كلّهم أجمعين ، وإنّ أبا بكر منهم ۱ .
وصَف الأبدال والأوتاد من أصفياء اُمّته ، الذين اصطفاهم اللّه بأسرار معرفته وأنوار حكمته ، وجعل قلوبهم ظروف محبّته ، وعقولهم معادن علمه ، ثم كحِل عيون أرواحهم بكحل نوره ، حتى يروا بضياء صفته عرصات قلوب الخلائق وما يجري فيها من الهموم والمقاصد ، يستشرفون عليها بأعين بارقة وفراسة صادقة وأبصار نافذة ، ويكتمونها عليهم سترا على عباد اللّه . ولا تعجب في رؤيتهم حقائق كلّ قلب؛ لأنّهم يبصرونها بعين اللّه ، واللّه محيط بكلّ شيء.

۱۱۱.وقال صلى الله عليه و سلم :نطق اللّه على لسان حمزة ۲ .
ألبس اللّه لسان حمزة نور الصدق ، ثم ألبس ذلك النور سنا الوصف ، ثم تجلّى بصفات القِدَم لقلبه حتى صار جاذب الغيب ، فأوحى بالصفة إليه أحكام الربوبيّة ، فكان لسانه وقلبه واحدا.
فصار لسانه فعل الخاص موقعاً لنزول الصفة، فتكلّم الحق به إذ هو متّصف بصفته، فتكلّم الحق بنعته لابالغير. وهذا إشارة إلى عين الجمع. وظاهر الأمر لسانه كلسان جبرئيل، ونطق اللّه بلسان جميع الأنبياء والملائكة والأولياء.

۱۱۲.وقال صلى الله عليه و سلم:القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها كيف يشاء. ثم قال: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك وطاعتك ۳ .
رأى ـ عليه الصلاة والسلام ـ الأرواحَ والعقولَ والنفوس متقلّبةً بتقليب صفات

1.لم يوجد في المصادر

2.لم يوجد في المصادر

3.بحارالانوار، ج ۷۰، ص ۵۳ ؛ مستدرك الحاكم، ج ۲، ص ۲۸۸؛ كنزالعمّال، ج ۱، ص ۲۴۲.

صفحه از 363