التواضع من ظرف خُلقه ـ عليه السلام .
۱۰۷.وقال صلى الله عليه و سلم:تقول جهنّم يوم القيامة للمؤمن : جز يا مؤمن فقد اطفأ نورُك لهَبَي ۱ .
نور المؤمن نور اللّه ، وهو تجلّي جلاله لقلبه . ولهبُ جهنّم مخلوق اللّه ، فلا تبقى صفة الفعل في صفة الذات ، ولايبقى الحَدَث عند القِدَم .
۱۰۸.وقال صلى الله عليه و سلم :إذا أنعم اللّه على عبد بنعمة أحبّ أن يرى أثرها عليه ۲ .
نعمته مشاهدته ومعرفته ومحبّته وعلمه وحكمته ، وهذه من أعظم النعم ، أثرها فيض علم العارف للمريد وتركتها للعالمين ، يحبّ إخبارهم عن أحوالهم بين يديه عند طلاّب المشاهدة ، ليجذب بها قلوبهم . قال تعالى لسيد المرسلين: «وأمّا بنعمة ربك فحدث»۳ .
۱۰۹.وقال صلى الله عليه و سلم :إنّ في الجنّة ما لا عين رأت ، ولا اُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشرٍ ۴ .
أشار إلى مشاهدة القِدَم ، وغيبوبات لباس تجلّي الوحدانية ، ومخفيّات الصفات عن أعين الحدثان ، هو كما هو ، لم يأت في عيون خلقه ، ولا تشير إليه النواظر ، ولا تحيط به الضمائر ، ولا تحويه الألسنة بنعت الوصف والأذن بوصف الحصر . قال تعالى: «لاتدركه الأبصار» أي لا تحيط بحقيقة ذاته . وأيضا أشار إلى غرائب الغيب ، وعجائب غيب الغيب ، وسرّ الغيب ، وسرّ السرّ ، من كرائم أفعاله ، ونوادر ملكه ، وعجائب صنعه ، ولطائف حكمه التي أودعها جنان قدسه، ومجال
1.منهج الصادقين، ج ۱، ص ۱۰۰ مع اختلاف يسير؛ مجمع الزوائد و منبع الفوائد ، ج۱۰ ، ص۳۶۰ فيه : «تقول النار للمؤمنين يوم القيامة جز يا مؤمن . . .» .
2.لم يوجد في المصادر العامة و ورد في المصادر الخاصة في مجمع البيان ، ج۲ ، ص۴۷ .
3.الضحى، آية ۱۱.
4.مفاتيح الغيب، ص ۱۹۰ ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۳۷۰؛ مجمع الزوائد و منبع الفوائد ، ج۱۰ ، ص۴۱۲