في باب الغناء ، وقرينته أنه لا وجه للتهديد لولاه ، لأنّ النظر إلى الجواري بإذن سيِّدهنّ جائز ، وقد أذن للراوي ۱ .
أقول : معَ أنّ هذا من الحرّ استدلال بالعنوان على دلالة الحديث ، عندَ الكليني على الأقل ، إلّا أنّ فيما ذكره الحرّ اشكالاً حيث إنّ الحديث نصٌّ على مايحرم من الغناء لأنّ قول الإمام عليه السّلام «ذلك مجلسٌ . . .» لا يرادُ بهِ مجلس السكنى في الدار ، فإنّه لا محذور فيهِ بنفسه ، ولا مجلس النظر ، لأنّ حرمة النظر لا ترتبط بمجلس أو موقف ، وإنمّا اسم «المجلس» متعارف إطلاقه على «مجالس اللهو والطرب التي لا تنفك عن الغناء معَ حضور الجواري المغنيات» .
ويمكن استفادة هذا المصطلح للمجلس من أحاديث اُخر ذكرها الكليني نفسه في «باب الغناء» .
منها حديث أبي عبد الله عليه السّلام : الغناء : مجلسٌ لا ينظر الله إلى أهله ۲ .
فقد أطلقَ الغناء على المجلس وهو مكان ، باعتبار اختصاصه بهِ ولزومه له ، لا بعنوان المكان كظرفٍ ، وإنما لكونه مصطلحاً معروفاً بهِ .
ويقرّب ذلكَ قول أبي عبد الله عليه السّلام :«بيتُ الغناء لا تؤمن فيهِ الفجيعة ولا تجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملك» ۳ .
وسُئِلَ عليه السّلام عن الغناء؟ فقال : لا تدخلوا بيوتاً ، الله معرض عن أهلها ۴ .
بناءً على أنّ المراد بالبيت هو الموضع مطلقاً ، إطلاقاً للخاص على العام ، فيرادف المجلس .
ولما ورد في الحديث المبحوث عنه قوله : «ذلكَ مجلس . . .» كان الحديث نصّاً
1.الوسائل (۱۷ / ۳۱۷) ح۲۲۶۴۵ في تعليقة من المؤلف .
2.الكافي ۶ / ۴۳۳ ح۱۶ باب الغناء .
3.نفس المصدر والموضع ح۱۵ .
4.نفس المصدر ص۴۳۴ ح۱۸ .