أبي نضرة عن أسير بن جابر قال: فنادى علي رضي الله عنه : ياخيل الله اركبي وأبشري ، قال: فصف الثلثين لهم فانتضى صاحب القطيفة أويس سيفه حتى كسر جفنه فألقاه ، ثم جعل يقول: يا أيّها الناس ، تموا تموا ليتمنّ وجوه ، ثم لا تنصرف حتى ترى الجنّة ، يا أيّها الناس ، تموا تموا. جعل يقول ذلك ويمشي وهو يقول ذلك ويم شي إذا جاء ته رمية فأصابت فؤاده فبرد مكانه كأنّما مات منذ دهر. قال حمّاد في حديثه: فواريناه في التراب.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة ، وأسير بن جابر من المخضرمين ولد في حياة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وهو من كبار أصحاب عمررضي الله عنه .
ومستدرك الحاكم مجلّد 3 ص404 ـ 405: رقم 24. قال: ثم قدم الكوفة فكنّا نجتمع في حلقة فنذكر الله وكان يجلس معنا فكان إذا ذكر هو وقع حديثه من قلوبنا موقعاً لايقع حديث غيره ، ففقدته يوماً فقلت لجليس لنا: ما فعل الرجل الذي كان يقعد إلينا لعلّه اشتكى ، فقال رجل: من هو؟ فقلت: من هو؟ قال: ذاك أويس القرني فدللت على منزله فأتيته فقلت: يرحمك الله أين كنت ولِمَ تركتنا؟ فقال: لم يكن لي رداء فهو الذي منعني من إتيانكم ، قال: فألقيتُ إليه ردائي فقذفه إليّ ، قال: فتخاليته ساعة ، ثم قال: لو أني أخذتُ رداء ك هذ ا فلبسته ، فرآه عليّ قومي قالوا: انظروا إلى هذا المرائي لم يزل في الرجل حتى خدعه وأخذ رداء ه. فلم أزل به حتى أخذه فقلتُ: انطلق حتى أسمع ما يقولون فلبسه فخرجنا فمر بمجلس قومه ، فقالوا: انظروا إلى هذا المرائي لم يزل بالرجل حتى خدعه وأخذ رداء ه ، فأقبلت عليهم ، فقلتُ: ألا تستحيون ، لِمَ تؤذونه؟ والله لقد عرضته عليه فأبى أن يقبله ، قال: فوفدتْ وفود من قبائل العرب إلى عمر فوفد فيهم سيّد قومه فقال لهم عمر بن الخطاب: أفيكم أحد من قرن؟ فقال له سيّدهم: نعم ، أنا. فقال له: هل تعرف رجلاً من أهل قرن يقال له: أويس من أمره كذا ومن أمره كذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين ما تذكر من شأن ذاك ومن ذاك فقال له عمر: ثكلتك أمّك أدركه ، مرّتين