۱۰۸۲.تفسير العيّاشي عن بريد بن معاوية العجليّ :كُنتُ عِندَ أبي جَعفَرٍ عليه السلام إذ دَخَلَ عَلَيهِ قادِمٌ مِن خُراسانَ ماشِيا ، فَأَخرَجَ رِجلَيهِ وقَد تَغَلَّفَتا وقالَ : أما وَاللّهِ ، ما جاءَ بي مِن حَيثُ جِئتُ إلّا حُبُّكُم أهلَ البَيتِ .
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : وَاللّهِ ، لَو أحَبَّنا حَجَرٌ حَشَرَهُ اللّهُ مَعَنا ، وهَلِ الدّينُ إلَا الحُبُّ . ۱
۱۰۸۳.الكافي عن يوسف بن ثابت بن أبي سعيدة عن الإمام الصادق عليه السلام أنَّهُم قالوا حينَ دَخَلوا عَلَيهِ :إنَّما أحبَبناكُم لِقَرابَتِكُم مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ولِما أوجَبَ اللّهُ عز و جلمِن حَقِّكُم ، ما أحببَناكُم لِلدُّنيا نُصيبُها مِنكُم إلّا لِوَجهِ اللّهِ وَالدّارِ الآخِرَةِ ، ولِيَصلُحَ لاِمرِىٍ مِنّا دينُهُ .
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : صَدَقتُم صَدَقتُم ، ثُمَّ قالَ : مَن أحَبَّنا كانَ مَعَنا ـ أو جاءَ مَعَنا ـ ۲ يَومَ القِيامَةِ هكَذا ـ ثُمَّ جَمَعَ بَينَ السَّبّابَتَينِ ـ . ۳
۱۰۸۴.الكافي عن الحكم بن عتيبة :بَينا أنَا مَعَ أبي جَعفَرٍ عليه السلام وَالبَيتُ غاصٌّ بِأَهلِهِ ، إذ أقبَلَ شَيخٌ يَتَّكِئُ عَلى عَنَزَةٍ ۴ لَهُ حَتّى وَقَفَ عَلى بابِ البَيتِ ، فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، ثُمَّ سَكَتَ ، فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : وعَليكَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ أقبَلَ الشَّيخُ بِوَجهِهِ عَلى أهلِ البَيتِ وقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم ، ثُمَّ سَكَتَ ، حَتّى أجابَهُ القَومُ جَميعا ورَدّوا عَلَيهِ السَّلامَ ، ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام ثُمَّ قالَ : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، أدنِني مِنكَ جَعَلَنِي اللّهُ فِداكَ ، فَوَاللّهِ إنّي لَاُحِبُّكُم واُحِبُّ مَن يُحِبُّكُم ، ووَاللّهِ ما اُحِبُّكُم واُحِبُّ مَن يُحِبُّكُم لِطَمَعٍ في دُنيا ، وَاللّهِ إنّي لَاُبغِضُ عَدُوَّكُم وأبرَأُ مِنهُ ، ووَاللّهِ ما اُبغِضُهُ وأبرَأُ مِنهُ لِوَترٍ ۵ كانَ بَيني وبَينَهُ ، وَاللّهِ إنّي لَاُحِلُّ حَلالَكُم ، واُحَرِّمُ حَرامَكُم ، وأنتَظِرُ أمَرَكُم ، فَهَل تَرجو لي جَعَلَنِي اللّهُ فِداكَ ؟
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : إلَيَّ إلَيَّ ، حَتّى أقعَدَهُ إلى جَنبِهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا الشَّيخُ ، إنَّ أبي عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام أتاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَن مِثلِ الَّذي سَأَلتَني عَنهُ ، فَقالَ لَهُ أبي عليه السلام : إن تَمُت تَرِد عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَلى عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ، ويَثلَج قَلبُكَ ، ويَبرُد فُؤادُكَ ، وتَقَرَّ عَينُكَ ، وتُستَقبَل بِالرَّوحِ وَالرَّيحانِ مَعَ الكِرامِ الكاتِبينَ لَو قَد بَلَغَت نَفسُكَ هاهُنا ـ وأهوى بِيَدِهِ إلى حَلقِهِ ـ ، وإن تَعِش تَرَ ما يُقِرُّ اللّهُ به عَينَكَ ، وتَكونُ مَعَنا فِي السَّنامِ الأَعلى .
فَقالَ الشَّيخُ : كَيفَ قُلتَ يا أبا جَعفَرٍ ؟ فَأَعادَ عَلَيهِ الكَلامَ ، فَقالَ الشَّيخُ : اللّهُ أكبَرُ يا أبا جَعفَرٍ ، إن أنَا مُتُّ أرِد عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَلى عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهم السلام ، وتَقَرَّ عَيني ، ويَثلَج قَلبي ، ويَبرُد فُؤادي ، واُستَقبَل بِالرَّوحِ وَالرَّيحانِ مَعَ الكِرامِ الكاتِبينَ لَو قَد بَلَغَت نَفسي إلى هاهُنا ، وإن أعِش أرَ ما يُقِرُّ اللّهُ بِهِ عَيني فَأَكونَ مَعَكُم فِيالسَّنامِ الأَعلى !
ثُمَّ أقبَلَ الشَّيخُ يَنتَحِبُ ، يَنشِجُ ها ها ها حَتّى لَصِقَ بِالأَرضِ ، وأقبَلَ أهلُ البَيتِ يَنتَحِبونَ ويَنشِجون لِما يَرَونَ مِن حالِ الشَّيخِ ، وأقبَلَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام يَمسَحُ بِإِصبَعِهِ الدُّموعَ مِن حَماليقِ ۶ عَينَيهِ ويَنفُضُها .
ثُمَّ رَفَعَ الشَّيخُ رَأسَهُ ، فَقالَ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، ناوِلني يَدَكَ جَعَلَنِي اللّهُ فِداكَ . فَناوَلَهُ يَدَهُ ، فَقَبَّلَها ووَضَعَها عَلى عَينَيهِ وخَدِّهِ ، ثُمَّ حَسَرَ ۷
عَن بَطنِهِ وصَدرِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى بَطنِهِ وصَدرِهِ ، ثُمَّ قامَ فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم .
وأقبَلَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام يَنظُرُ في قَفاهُ وهُوَ مُدبِرٌ ، ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ عَلَى القَومِ فَقالَ : مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهلِ الجَنَّةِ فَليَنظُر إلى هذا .
فَقالَ الحَكَمُ بنُ عُتَيبَةَ : لَم أرَ مَأتَما قَطُّ يُشبِهُ ذلِكَ الَمجلِسَ . ۸
1.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۶۷ ح ۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۹۵ ح ۵۷ ، وراجع : دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۷۱ .
2.الشكّ من الراوي .
3.الكافي : ج ۸ ص ۱۰۶ ح ۸۰ ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۸۹ ح ۶۱ ، أعلام الدين : ص ۴۴۷ عن صفوان ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۲۰۹ ح ۱۹ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۱۹۰ ح ۴۷ .
4.العَنَزة : عصا في قدر نصف الرمح أو أكثر شيئًا ، في طرفها الأسفل زُجٌّ كزُجِّ الرمح يتوكّأ عليها الشيخ الكبير (لسان العرب : ج ۵ ص ۳۸۴ «عنز») .
5.الوَتْر بالفتح : الذحل وهو الحقد والعداوة (الصحاح : ج ۲ ص ۸۴۲ «وتر») .
6.الحماليق : ما يلي المقلة من لحمها ، وقيل : هو ما في المقلة من نواحيها (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۶۹ «حملق») .
7.حَسَر : كشف (المصباح المنير : ص ۱۳۵ «حسر») .
8.الكافي : ج ۸ ص ۷۶ ح ۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۳۶۱ ح ۳ .