۵۸۹.تفسير الثعلبي :رَأَيتُ في الكُتُبِ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا أرادَ الهِجرَةَ خَلَّفَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام بِمَكَّةَ لِقَضاءِ دُيونِهِ ورَدِّ الوَدائِعِ الَّتي كانَت عِندَهُ ، فَأمَرَهُ لَيلَةَ خَرَجَ إلَى الغارِ ـ وقَد أحاطَ المُشرِكونَ بِالدّارِ ـ أن يَنامَ عَلى فِراشِهِ صلى الله عليه و آله ، وقالَ لَهُ : اِتَّشِح بِبُردِيَ الحَضرَمِيِّ الأَخضَرِ ونَم عَلى فِراشي ، فَإِنَّهُ لا يَخلُصُ إلَيكَ مِنهُم مَكروهٌ إن شاءَ اللّهُ فَفَعَلَ ذلِكَ عَلِيٌّ ، فَأَوحَى اللّهُ تَعالى إلى جَبرَئيلَ وميكائيلَ عليهماالسلام : إنّي قَد آخَيتُ بَينَكُما ، وجَعَلتُ عُمُرَ أحَدِكُما أطوَلَ مِن عُمُرِ الآخَرِ ، فَأَيُّكُما يُؤثِرُ صاحِبَهُ بِالبَقاءِ وَالحَياةِ ؟ فَاختارَ كِلاهُمَا الحَياةَ ، فَأَوحَى اللّهُ تَعالى إلَيهِما : أفَلا كُنتُما مِثلَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ؟! آخَيتُ بَينَهُ وبَينَ مُحَمَّدٍ ، فَباتَ عَلى فِراشِهِ يَفديهِ نَفسَهُ ويُؤثِرُهُ بِالحَياةِ ؟! اِهبِطا إلَى الأَرضِ فَاحفَظاهُ مِن عَدُوِّهِ . فَنَزَلا ، فَكانَ جَبرَئيلُ عِندَ رَأسِ عَلِيٍّ ، وميكائيلُ عِندَ رِجلَيهِ ، وجَبرَئيلُ يُنادي : بَخٍ بَخٍ ! مَن مِثلُكَ يَا بنَ أبي طالِبٍ فَنادى ۱ اللّهُ عز و جلالمَلائِكَةَ ؟!
وَأنزَلَ اللّهُ عز و جلعَلى رَسولِهِ صلى الله عليه و آله وهُوَ مُتَوَجِّهٌ إلَى المَدينَةِ ـ في شَأنِ عَلِيٍّ ـ : «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ»۲ . ۳
6 / 2
تَواضُعُهُم
۵۹۰.المعجم الكبير عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَقَد هَبَطَ عَلَيَّ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ ما هَبَطَ عَلى نَبِيٍّ قَبلي ، ولا يَهبِطُ عَلى أحَدٍ مِن بَعدي ، وهُوَ إسرافيلُ وعِندَهُ جِبريلُ ، فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ يا مُحَمَّدُ ، ثُمَّ قالَ : أنَا رَسولُ رَبِّكَ إلَيكَ ، أمَرَني أن اُخبِرَكَ ۴ إن شِئتَ نَبِيّا عَبدا ، وإن شِئتَ نَبِيّا مَلِكا ؟ فَنَظَرتُ إلى جِبريلَ ، فَأَومَأَ جِبريلُ إلَيَّ أن تَواضَع ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عِندَ ذلِكَ : نَبِيّا عَبدا . ۵
1.كذا ، والظاهر أنّها تصحيف من النسّاخ أو خطأ مطبعى ، وفي سائر المصادر : «يباهي» .
2.البقرة : ۲۰۷ .
3.تفسير الثعلبي : ج ۲ ص ۱۲۵ ح ۱۰۳ ، اُسد الغابة : ج ۴ ص ۹۸ الرقم ۳۷۸۹ ، شواهد التنزيل : ج ۱ ص ۱۲۳ ح ۱۳۳ عن أبي سعيد الخدري وكلاهما نحوه ؛ العمدة : ص ۲۳۹ ح ۳۶۷ ، تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۷۳ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۸۹ ح ۷۶ والثلاثة الأخيرة نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۸۶ ح ۳۷ .
4.كذا في المتن ، والظاهر أنّ الصواب : «اُخَيّرك» .
5.المعجم الكبير : ج ۱۲ ص ۲۶۷ ح ۱۳۳۰۹ ، حلية الأولياء : ج ۳ ص ۲۵۶ الرقم ۲۴۶ ، سبل الهدى والرشاد : ج ۷ ص ۷۶ ، إمتاع الأسماع : ج ۲ ص ۲۲۲ ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۴۳۱ ح ۳۲۰۲۷ .