فقالت: فدونكما فاشربا هذا الخمر فإنه قربانٌ لكما عنده و تصلان إلى ما تريدان، فشربا الخمر و عبدا هذا الصنم و سجدا له، ثم راوداها من نفسها فلما تهيأت لهما و تهيئا لها دخل عليهما سائل يسأل، فلما رأياه فزعا منه. فقال لهما: إنكما مريبان ذعران قد خلوتما بهذه المرأة إنكما لرجلا سوء، و خرج عنهما فقالت المرأة لهما: لا و إلهي لا ما أصل إلى أنتقرباني و قد اطلع هذا الرجل على حالكما و عرف مكانكما فيخبر بكما و لكن أقتلاه قبل أنيمضي فيفضحني ثم دونكما فاقضيا حاجتكما و أنتما مطمئنان آمنان، فقاما إلى الرجل فأدركاه فقتلاه ثم رجعا إليها فلميراها و بدت لهما سوءاتهما و نزع عنهما رياشهما و أسقطا في أيديهما، قال: فأوحى اللَّه إليهما إنما أهبطتكما إلى الأرض صيرتكما مع خلقي ساعة من النهار فعصيتماني بأربع من معاصي كلها قد نهيتكما عنها و تقدمت بها إليكما فلمتراقباني و لمتستحيا مني إختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا فكانا يعلمان الناس السحر بأرض بابل فلما علما الناس السحر رفعا من الأرض في الهواء فهما معذبان منكسان معلقان في الهواء إلى يوم القيامة و نزل فيهما: (وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ)۱ الآية.
أقول: في هذا كله نظر فإن الملائكة معصومون مطبوعون على الطاعة يسبحون الليل و النهار لايفترون و إن الحقائق لاتنقلب فلايضر الملك آدمياً و بالعكس و بالجملة فليتأمل ذلك فإن نقله غير صحيح و هو من قول الحشوية.
2. قوله: (وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى)۲الآية. قال: إن إبراهيم مرّ على جيفة على ساحل البحر تأكل سباع البر و سباع البحر منها ثم وثبت السباع بعضها على بعض فأكل بعضها بعضاً فتعجب و قال: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى)۳ الآية.
أقول: قد أنكر السيّد المرتضى في تنزيه الأنبياء هذه الرواية أشدّ انكار و هو الحق فأخذ إبراهيم الطاوس و الديك و الغراب و الحمام فقطعن و خلط لحمهن و فرقها على